منظور عالمي قصص إنسانية

سفينة الشحن عز الدين تقل اللاجئين السوريين إلى أوروبا

سفينة الشحن عز الدين تقل اللاجئين السوريين إلى أوروبا

تنزيل

استقبل ميناء كوريجيليانو كالابرو بجنوب إيطاليا، ما يقارب من ثلاثمائة وخمسين مهاجرا معظمهم من السوريين، كانت تقلهم سفينة شحن تخلى عنها طاقمها.

في التقرير التالي نتطرق إلى قصة من بين العديد من القصص التي يواجهها المهاجرون غير الشرعيين في سبيل الوصول إلى أوروبا.

عملية الإنقاذ بدأت بعد أن رصد خفر السواحل الإيطالية سفينة شحن تتقاذفها الأمواج على بعد مئة وخمسين كيلومترا من ساحل جنوب إيطاليا، تخلى عنها طاقمها وتركت في عرض البحر.

هؤلاء المهاجرون، الذي يقارب عددهم نحو ثلاثمائة وخمسين مهاجرا، معظمهم من السوريين، انضموا إلى المئات من المهاجرين غير الشرعيين، الذين يقعون في أيدي المهربين في سبيل عبور البحر إلى أوروبا.

" كنت أدرس في مدرسة طب الأسنان بجامعة حلب. وكنت في السنة الأخيرة  لدراستي. ولكنني غادرت بسبب الأوضاع المأساوية في سوريا."

هذا هو محمد أحد المهاجرين الذين تم إنقاذهم من على متن سفينة الشحن " عز الدين". محمد قرر الهروب من الواقع الأليم الذي يعيشه كغيره من أقرانه، لعله يجد الأمل على الجانب الآخر من البحر، وبأي طريقة ممكنة.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن المهاجرين يدفعون بين ألف وألفي دولار للرحلة، وقد وصلت في بعض الأحيان إلى ثمانية آلاف دولار للشخص الواحد، كما يوضح جول ميلمان، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في جنيف:

"سجلت المنظمة الدولية للهجرة وغيرها في بادئ الأمر، أسعارا تتراوح ما بين ألف إلى ألفي دولار للراكب الواحد، ولكن الآن وبعد أن تحدث العديد من موظفي المنظمة إلى بعض من الناجين ، وجدوا أنهم دفعوا ما بين أربعة إلى ستة آلاف دولار للمهربين ومقرهم تركيا. ونقلت تقارير إعلامية أسعارا عالية تصل إلى ثمانية آلاف دولار للشخص الواحد."

ووفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يعد استخدام سفن الشحن الكبيرة لتهريب المهاجرين إلى أوروبا اتجاها جديدا، لكنه جزء من الوضع الراهن والمقلق الذي لم يعد من الممكن تجاهله من قبل الحكومات الأوروبية.

وحثت المفوضية الحكومات الأوروبية على زيادة جهودها في إنقاذ الناس في البحر وتكثيف الجهود لتوفير بدائل قانونية للرحلات الخطيرة.

محمد يقول:

" قبل عشرة أيام، قالوا لنا إن هناك رحلة، فذهبنا إلى مكان ما، ووضعونا في سيارات أغلقوها، بعد ذلك أخذونا إلى مكان لا أعرف أين. عبرنا الصخور ووضعنا في سفينة صغيرة وأخذونا إلى هذه السفينة. بعد خمسة أيام نفد الغذاء والمياه في السفينة."

وشكرت المفوضية السلطات الإيطالية، في بيان لها، لاستجابتها للحوادث الأخيرة على الرغم من الإلغاء التدريجي لعملية " ماري نوستروم"، وأعربت عن القلق لإنهاء هذه العملية ولعدم وجود عملية أوروبية مماثلة للبحث والإنقاذ يمكن ان تحل محلها، الأمر الذي يمكن أن يزيد من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها أولئك الذين يحاولون إيجاد ملاذ آمن في أوروبا.

محمد الآن يحلم بمستقبل جديد:

"الآن أخطط  للذهاب إلى ألمانيا وإكمال دراستي."

وكانت أوروبا قد شهدت عام 2014، أكبر موجات التدفق عبر البحر، حيث عبر البحر الأبيض المتوسط العام الماضي ما يقارب من مئتي ألف شخص.

مصدر الصورة