منظور عالمي قصص إنسانية

حصاد عام 2014

حصاد عام 2014

تنزيل

عام 2014... أكبر تفش على الإطلاق لوباء الإيبولا ينشر الخراب في غرب أفريقيا. أعماق جديدة للإرهاب في الشرق الأوسط. توترات تتحول إلى عنف في شرق أوروبا. عالم يصارع لمواكبة الأزمات المتراكمة. الأمم المتحدة دعت قادة العالم إلى الابتكار، ورعاية بذور الأمل، والاتحاد في العمل الحاسم.

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون:

"من القنابل البرميلية إلى قطع الرؤوس، من التجويع المتعمد للمدنيين إلى الهجمات على المستشفيات، تتعرض ملاجئ الأمم المتحدة وقوافل الإغاثة وحقوق الإنسان وسيادة القانون للهجوم."

في العراق وسوريا أدت الآثار الممتدة للصراع إلى تشريد أكثر من مليون شخص. استغل المقاتلون الأجانب الفراغ في السلطة للسيطرة على مساحات كبيرة، مما أثار صدمة العالم بهذا العنف المفرط.

فر السكان الخائفون إلى جبال سنجار النائية، سعى الآلاف مثل هذا المواطن إلى إيجاد مأوى في عمارة مرتفعة غير مكتملة البناء في دهوك.

"إنني محظوظ لأن أسرتي لم تقتل، ولكن أصدقاء مقربين لي فقدوا أسرهم. عائلات بأكملها قتلت ولم يعد لها وجود."

بدأت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية عمليات ضخمة لنقل الإمدادات جوا إلى المناطق النائية والخطرة. يتطلب الأمر مزيدا من التمويل لتجهيز المخيمات للشتاء القارس.

في سبتمبر أيلول، اتحد قادة العالم في مجلس الأمن الدولي في اعتماد قرار تاريخي لمحاربة هذا الشكل الجديد من الإرهاب على كل المستويات.

رئيس مجلس الأمن الدولي آنذاك باراك أوباما:

image
"بشكل خاص مطلوب من الدول منع وقمع تجنيد وتنظيم ونقل ومد المقاتلين الإرهابيين الأجانب بالمعدات وأيضا منع تمويل سفرهم أو أنشطتهم."

القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية السوري أظهر نتيجة اتحاد مجلس الأمن في عزمه. تم تحييد أكثر المواد الكيميائية خطورة على متن سفينة. توسطت في هذا الاتفاق الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وأشرفت عليه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة.

المنسقة الخاصة سيخريد كاخ:

"المهم هو أن كل المواد بعيدة عن الخطر، ويمكن أن تبدأ عملية التدمير في أقرب وقت ممكن على متن السفينة الأميركية."

image
اندلع العنف الإسرائيلي الفلسطيني في أعقاب اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين في يونيو حزيران. أسابيع من الصراع والعمليات الانتقامية أدت إلى مقتل أكثر من ألف وثلاثمائة فلسطيني وستين إسرائيليا. السكان في غزة لم يجدوا مكانا آمنا ليتوجهوا إليه. أكثر من مائة ألف فلسطيني احتموا في مدارس الأمم المتحدة.

قصفت مدارس الأمم المتحدة ست مرات، ودمرت محطة الطاقة الوحيدة، وفقد نحو نصف مليون شخص منازلهم.

بان كي مون زار غزة لإطلاق الجهد الدولي لإعادة الإعمار.

"هل يجب أن نستمر هكذا، بناء ودمار وبناء ودمار؟ سنبني مرة أخرى، ولكن يتعين أن تكون هذه هي المرة الأخيرة لإعادة البناء. يجب أن يعودا إلى طاولة المفاوضات."

في أوكرانيا، تحولت أزمة سياسية داخلية إلى اشتباكات عنيفة في بعض مناطق البلاد، لتصل إلى صراع كامل في الشرق. تدهورت الأوضاع بشكل مستمر، وكانت لها عواقب خطيرة على وحدة البلاد واستقرارها. وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، يبقى الوضع هشا للغاية.

في يوليو تموز، تحطمت طائرة تابعة للخطوط الماليزية فوق أوكرانيا بسبب اختراق عدد كبير من الأجسام عالية الطاقة من خارج الطائرة، مما أدى إلى مقتل نحو ثلاثمائة شخص من تسع دول. حث مجلس الأمن على الإسراع بالتحقيق ومنع وقوع مآس مماثلة مرة أخرى.

في جمهورية أفريقيا الوسطى، ترك العنف الطائفي وأعمال القتل الانتقامي بين المسيحيين والمسلمين البلاد منقسمة وتشعر بالصدمة. سار الناس بالمناجل في العاصمة ليفر الآلاف ويختبئوا في الأحراش. دعوة بعثة الأمم المتحدة لنزع السلاح الطوعي لم تلق سوى إقبال طفيف. برامج النقد مقابل العمل تحاول تعزيز التعاون بين الفصائل. وفي بيئة أمنية متوترة مازال مليونا شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية.

عشرون عاما بعد الإبادة الجماعية في رواندا، وضعت الأمم المتحدة نهجا جديدا يضع الناس في المقدمة، من خلال منح الأولوية لحقوق الإنسان كيلا يضطر العالم للقول ثانية "لن تتكرر الإبادة مرة أخرى". مبادرة حقوق الإنسان أولا تهدف إلى وضع حقوق الإنسان في قلب جميع الجهود في الميدان.

الأمين العام بان كي مون:

"لأن الإبادة الجماعية تحتاج تخطيطا متقنا، يجب أن نكون متنبهين لمؤشرات التحذير المبكرة لانتهاكات حقوق الإنسان التي تؤدي إلى صراع أوسع وفظائع جماعية."

في جنوب السودان، أدت الحاجة للعمل المبكر ضد انتهاكات حقوق الإنسان إلى توفير المأوى لنحو مائة ألف شخص في قواعد الأمم المتحدة. كانت التحديات اللوجيستية هائلة وخاصة خلال موسم الأمطار. وحتى عيادات حفظ السلام، فقد اضطرت إلى التعامل مع حالات التوليد. سافر أعضاء مجلس الأمن إلى جنوب السودان لحث القادة المحليين على الانخراط في المصالحة، ولكنهم غادروا بخيبة الأمل.

السفيرة الأميركية سامانثا باور:

image
"تمت الموافقة على وقف الأعمال العدائية، ووقعت الأوراق، ولكنكم تعلمون أكثر مني أن القتال مستمر، وانتهاكات الاتفاق تحدث كل يوم، ومازال الناس يموتون."

في عام 2014 أحصى العالم أكثر من خمسين مليون لاجئ، وهو أعلى رقم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. هذا العدد يمكن أن يكون تعداد دولة يكون ترتيبها السادس والعشرين في العالم من حيث عدد السكان. واجهت الدول المضيفة والأمم المتحدة صعوبات لتوفير الإمدادات المنقذة للحياة والأمل في المستقبل. وغالبا ما يواجه الأطفال والنساء المعاناة الأكبر. مالالا يوسف زاي، التي حصلت فيما بعد على جائزة نوبل للسلام، زارت مخيم الزعتري في الأردن لتعزيز إتاحة التعليم لجميع الأطفال.

"لديهم جميعا حلم، البعض يريد أن يصبح طبيبا، والبعض مهندسا وآخرون يريدون أن يكونوا صحفيين."

أفغانستان، التي مازالت ثاني أكبر دول اللجوء، شهدت خلافا على الانتخابات الرئاسية انتهى بالاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وعلى الرغم من السلام الهش، فإن الأوضاع مازالت خطرة للمدنيين وحفظة السلام.

قتل أربعة زملاء في الأمم المتحدة عندما هاجمت حركة طالبان مطعما في كابول.

في أنحاء العالم وبنهاية شهر أكتوبر تشرين الأول دفع مائة وثلاثة عشر فردا من قوات حفظ السلام حياتهم ثمنا للسلام.

في مالي اصطدمت قافلة بلغم أرضي مما أدى إلى مصرع أربعة من حفظة السلام. وقتل آخران في هجوم انتحاري. في دارفور قتل ثلاثة من قوات حفظ السلام أثناء حماية بئر للمياه.

image
حزن في غينيا. عندما توفي الصغير إيميل لم يتخيل أحد أن قريته ستصبح نقطة انتشار أسوأ وباء للإيبولا في التاريخ. انتشر الوباء كالنار في الهشيم، وقلب الأوضاع رأسا على عقب في غينيا وسيراليون وليبيريا. بحلول ديسمبر كانون الأول لقي أكثر من ستة آلاف شخص مصرعهم، وشل الخوف الأحياء وكاد الانهيار يعصف بالاقتصاد والخدمات الصحية.

وفيما اكتظت مراكز العلاج كان على المجتمع الدولي التعجيل باستجابته.

مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية.

"إنها أزمة اجتماعية، أزمة إنسانية، أزمة اقتصادية، وتهديد للأمن الوطني فيما أبعد من مناطق تفشي الوباء."

حث مجلس الأمن الدولي على التعجيل بوتيرة العمل لمحاربة الوباء. تم نشر بعثة الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة للإيبولا خلال أيام. وبدأت عملية نقل جوي غير مسبوقة لجلب سيارات الإسعاف والعيادات الميدانية والإمدادات الطبية إلى الدول المتضررة، بالإضافة إلى الغذاء للأفراد غير القادرين على التوجه إلى الأسواق أو الحقول. وبدأت الاختبارات على لقاحين مضادين للمرض. إنه سباق مع الوقت.

أنتوني بانبيري رئيس بعثة الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة للإيبولا.

"لم نتمكن من تطبيق عناصر الاستجابة في كل مكان، وحيثما تغيب تلك العناصر فإننا نجد وضعا سيئا في الكثير من تلك المجتمعات. ويتعين أن يكون موضع تركيز جهودنا في تحركنا إلى الأمام هو نشر استجابتنا الجغرافية."

مؤشر يبعث الأمل يتمثل في الناجين من الإيبولا مثل سا الذي يتمتع الآن بالحصانة ضد المرض، لينضم إلى محاربة الإيبولا في مجتمعه. ومازال دعم المانحين الدوليين قويا، كما يقول ديفيد نابارو المبعوث الخاص للأمين العام المعني بالإيبولا.

"الشيء الفائق هو أن العالم بأسره مستعد للمشاركة في الاستجابة العاجلة والناجحة لهذا الوباء."

في الوقت نفسه تقف الأرض على طبقة رفيعة من الجليد. قد يضرب عام 2014 الرقم القياسي في الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة على الإطلاق. بان كي مون سافر إلى غرينلاند للاطلاع على وضع الكتل الجليدية القطبية ودعا إلى العمل للحد من ارتفاع درجات الحرارة في العالم.

في نيويورك شارك أربعمائة ألف شخص، من بينهم قادة دول وشخصيات شهيرة في مسيرة تطالب بمستقبل أنظف وأكثر مراعاة للمناخ.

أمين عام الأمم المتحدة:

"لا توجد خطة بديلة لأننا لا نملك كوكبا بديلا."

في قمة الأمم المتحدة للمناخ اجتمع مائة وعشرون من قادة العالم مع قادة الأعمال والمالية والطاقة واستمعوا إلى مناشدة طارئة من ليوناردو دي كابريو.

image
"نرى حوادث طقس متطرفة، وتذوب المسطحات الجليدية في غرب القطب الجنوبي وغرينلاند بمعدلات غير مسبوقة، تسبق بعشرات السنين التوقعات العلمية. هذا ليس كلاما أو هيستيريا، إنها حقيقة."

كاثي جيتنيل كيجينير من جزر مارشال كتبت قصيدة لابنتها.

"لا أحد يغرق يا صغيرتي، لا يفقد أحد وطنه، لن يصبح أحد لاجئا بسبب تغير المناخ، أم يجب أن أقول لا أحد آخر؟."

تعهد قادة العالم بالعمل.

الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند:

"إنه مؤتمر باريس في عام 2015 الذي سيجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق دولي طموح لنحقق وضع الكربون المحايد، ونصل إلى مستوى من انبعاث الغازات يتوافق مع قدرات امتصاص الغاز في العالم."

وفي القمة تم التعهد بتقديم أرصدة مالية بقيمة 200 مليار دولار من القطاع الخاص للتحرك باتجاه الاستثمارات الأكثر مراعاة للمناخ.

تم تجديد قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحديثها للقرن الحادي والعشرين. الآن وعشية عيد تأسيسها السبعين، وفي ظل التحديات المتزايدة، تسعى الآمم المتحدة إلى استعادة وحدة الهدف بين أعضائها المتنوعين.

"معدلات الفقر الدولي، ووفيات الأطفال والأمهات تراجعت بمقدار النصف. يتعين فعل المزيد، ولكن هذه وغيرها من المكاسب تظهر قوة الأهداف الإنمائية للألفية وما الذي يمكننا فعله عندما نعمل معا."

بدأت المناقشات الدولية حول الأجندة المستدامة للأعوام الخمسة عشر المقبلة.

أمينة محمد المستشارة الخاصة للأمين العام المعنية بالتخطيط التنموي لما بعد عام 2015.

"بحلول عام 2030 يمكننا إنهاء الفقر، وتغيير حياة الناس، وفي نفس الوقت إيجاد سبل لحماية الكوكب."

بناء "المستقبل الذي نبتغيه" يتضمن إنهاء تهميش الشعوب الأصلية كما ذكر أول مؤتمر دولي للشعوب الأصلية في نيويورك. ويشمل ذلك الزراعة المقاومة لتغير المناخ كما هو الحال هنا في ساموا، وأيضا توفير الطاقة المستدامة للجميع والصرف الصحي والمراحيض لمليار شخص في أنحاء العالم.

لإعطاء الأطفال بصيصا من الأمل في المستقبل الأكثر ازدهارا، تجلب اليونيسيف التعليم الإلكتروني إلى الأطفال اللاجئين غير الملتحقين بالمدارس في لبنان، وكذلك الموجودين في القرى النائية بالسودان من خلال لوحات إلكترونية قليلة التكلفة. للأطفال الحق في الابتكار، وبدء استكشاف حلول جديدة للمشاكل المحلية والعالمية. احتفالا بالذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية حقوق الطفل، ذكـرت اليونيسيف بأهمية التخيل.

image
مصدر الصورة