منظور عالمي قصص إنسانية

الدروس المستفادة بعد عشر سنوات من التسونامي

الدروس المستفادة بعد عشر سنوات من التسونامي

تنزيل

في السادس والعشرين من كانون الأول ديسمبر 2004، اجتاحت موجات المد "تسونامي" شواطئ المحيط الهندي، وراح ضحيتها أكثر من مئتي ألف شخص ودمرت أجزاء من إندونيسيا وتايلاند وسري لانكا والهند وتسببت في أضرار بمليارات الدولارات.

وفي الذكرى العاشرة للتسونامي، يتذكر مسؤولون حاليون وسابقون بمجموعة البنك الدولي الدروس المستخلصة من إعادة بناء اقليم أتشيه بإندونيسيا، أكثر المناطق تضررا.

التفاصيل في تقرير بسمة البغال:

" رأينا شيئا لا يصدقه العقل..الجثث..الدمار.. كل شيء قد دمر.... دمرت المدينة بأسرها."

غالبت الدموع المديرة المنتدبة بالبنك الدولي وكبيرة مسؤولي العمليات، سري مولياني أندراواتي، التي كانت تشغل منصب وزيرة التخطيط في الحكومة الإندونيسية ، وهي تتذكر كارثة تسونامي التي أصابت بلدها في ذلك اليوم.

عشر سنوات مرت على واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية منذ بداية القرن الحادي والعشرين، المد البحري تسونامي الذي أودى بحياة أكثر من مئتين وثلاثين ألف شخص.

وكان أشد المناطق تضررا إقليم أتشيه الإندونيسي الذي تمت تسويته بالأرض، حيث أصبح الإقليم معزولا تماما بدون اتصالات أو بنية تحتية، كما أصيبت الحكومة المحلية بالشلل التام، كما تقول أندراواتي:

"عندما تتحدث حقيقة عن إعادة بناء أتشيه ذلك الوقت، كان في الحقيقة بناء كل شيء... وإعادة بناء روح الناس.. لم يكن الأمر مجرد بناء طوب وأسمنت بل إعادة بناء المجتمع. "

وقال أكسيل فان تروتسنبورج، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، إن مجموعة البنك الدولي تعلمت الكثير من هذه الكارثة، وهي أن السرعة في غاية الأهمية لأن كثيرا من الناس يعانون، ومن المهم أيضا المشاركة فور وقوع حالة الطوارئ:

" سنكون هناك من أول يوم وسنكون هناك على المدى الطويل أيضا، وهذا تأكيد للحكومة بأننا سنوفر المساعدة الفنية والمالية لها."

وأكد أن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ هي أكثر مناطق العالم تعرضا للكوارث وتتزايد وتيرة وقوع الكوارث، ويمكن أن تكون تكلفة هذه الكوارث هائلة حيث يصل الفاقد في إجمالي الناتج المحلي إلى 30 في المائة ويضر أشد ما يضر الفقراء.

وكانت مسؤولية بناء أتشيه كبيرة، حيث تدفقت مليارات الدولارات على الحكومة لمساعدة ضحايا الكارثة، الأمر الذي دعا إلى تأسيس وكالة إعادة البناء وإعادة التأهيل لتنسيق الجهود في أتشيه وتعزيز الشفافية وتجنب الفساد.

تقول سري مولياني أندراواتي في هذا الصدد:

" إن انشاء وكالة إعادة البناء وإعادة التأهيل، أمر محدد وخاص، ليس فقط لأن تأسيسه لم يتم بناء على مرسوم رئاسي ولكن من خلال قانون الطوارئ، والذي ينقض القوانين الأخرى ويساعد على القدرة في التنسيق مع المؤسسات الأخرى."

وفي ذكرى تسونامي، شددت الأمم المتحدة على أهمية تعزيز نظم الإنذار المبكر، أحد الدروس المستفادة من هذه المأساة، حيث كان النظام القائم حينها غير كاف.

وساهم تأسيس صندوق تعزيز نظم الإنذار المبكر عام 2005 في دعم مبادرات تعزيز القدرة على مواجهة الكوارث في تسع عشرة دولة في المنطقة.

مصدر الصورة