منظور عالمي قصص إنسانية

مظاهرة نسائية في غزة في ختام حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة

مظاهرة نسائية في غزة في ختام حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة

تنزيل

نظمت مؤسسات وجمعيات نسوية تظاهرة حاشدة ضمت المئات من النساء الفلسطينيات أمام مقر برنامج الأمم المتحدة الانمائي في غزة وذلك بمناسبة انتهاء حملة ستة عشر يوما المناهضة للعنف ضد النساء وبمناسبة يوم حقوق الانسان أيضا.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

أكثر من خمسمئة امرة ممن عايشن ظروفا قاسية ومتنوعة تمثل التحديات الأبرز أمام المرأة الفلسطينية التي هدم بيتها وشردت أو فقدت معيلها وتتصدى للمعاناة الانسانية المريرة غير المسبوقة في قطاع غزة شاركن في تلك الوقفة الحاشدة وهن يحملن مظلات كتبت عليها شعارات مناهضة للعنف ضد المرأة وتطالب بإنصافها والمحافظة على حريتها وكرامتها.

الأخصائية الاجتماعية آيات أبو جياب من جمعية عايشة لحماية تطوير قدرات المرأة والطفل تحدثت لإذاعة الأمم المتحدة عن الهدف من وراء تلك الوقفة ورمزية المظلات التي تحملها النساء وقالت:

"طبعا الشمسية، هي رمز لحقوق المرأة الفلسطينية، والحرية والأمان، الكرامة لكل النساء الفلسطينيات وحمايتهن من العنف الممارس ضدهن من قبل المجتمع والانتهاكات الإسرائيلية التي تمارس ضدهن، فكان الهدف أنها وقفة تضامنية وصامدة من النساء بمناسبة حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء، نوصل صوتنا من أمام( يو أن دي بي) باسم كل النساء الفلسطينيات وكل نساء العالم، بأننا نحن نساء صامدات، حقنا أن نعيش بحرية وكرامة وأمان، حقنا ألا نخضع للتهجير والتشريد، حقنا أن نحافظ على أبنائنا وحقنا أن لا يمارس ضدنا أي نوع من أنواع وأشكال العنف."

إيمان العطوي من جمعية زاخر لتنمية قدرات المرأة الفلسطينية أكدت أن من حق المرأة الفلسطينية اليوم التمتع بكافة حقوق النساء في العالم وأن على المرأة النضال من أجل تحقيق حقوقها وأهدافها .. وقالت.

"نوصل للعالم صوت المرأة الفلسطينية، صوت المعاناة، صوت الحرمان والفقدان، اليوم نحن نعرض للعالم أن المرأة الفلسطينية قوية، ومن حقها التمتع بالحقوق كما كل نساء العالم، أقل شيء حقها بالسكن والمأوى، الحقوق البسيطة التي يوفرها أبسط شعب لنسائه، نحن اليوم نتضامن مع كل النساء الفلسطينيات، باسمهم وباسم كل النساء المحرومات، جئنا اليوم لنعلي صوتنا ونقدم عريضة لكل العالم أننا نحن كنساء من حقنا أن نتمتع بالحقوق التي تتمتع بها النساء في كافة دول العالم. "

وفي تجسيد واضح لحجم المعاناة  الآنية في قطاع غزة في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية واستمرار الحصار ومدى تأثيره على المرأة الفلسطينية وحريتها وكرامتها.. تحدثنا اللاجئة أم سفيان وتقول:

" هدم بيتي أنا وأولادي الستة وابنتي بالجامعة، وجميعنا نعيش بغرفتين، أي حرية وكرامة، الزوجة تطلب من زوجها ولا تجد مصروف لها ولأولادها ولا تجد نقودا لأولادها، نحن محاصرون ومفيش شغل، ننظر للفاكهة ولا نستطيع أن نأكلها، كرامة المرأة راحت، تشاهد الشيء ولا تستطيع أن تحصل عليه، أصبحت كرامة المرأة أن تخرج وتعمل وتصرف على أبنائها، لما يفعلون بنا كذلك، أطالب الأمم المتحدة أن تنظر لأحوالنا، وتطالب إسرائيل برفع الحصار عنا، حرام، كل هؤلاء النساء جئن حتى ينظرن لبريق من الأمل، مفيش بريق من الأمل "

الأونروا ترى أن الظروف التي يمر بها قطاع غزة والتدهور الكبير في حياة سكانه يؤثر بصورة سلبية على الوضع بصورة عامة والمرأة الفلسطينية بصورة خاصة لما تحمله من مسئوليات جسام على كافة المستويات.. هذا ما أخبرنا به عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا.

"بلا شك أن الأوضاع التي يحياها قطاع غزة تؤثر بصورة دراماتيكية على وضع المرأة، نظرا للمسئوليات الجسام والكبيرة التي تقع على عاتقها، فهي الأم والمربية والعاملة وكل شيء وهي التي تتعرض للضغوط النفسية وتستقبل الضغوط النفسية من أطفالها، هي الجهة الأكثر تضررا من ناحية نفسية وعملية. ولكن هناك جهود جبارة تبذل من قبل الأمم المتحدة، ولكن بصراحة الأوضاع قاسية، الحصار مستمر المسئوليات جسام، مما يخلق حالة من عدم التوازن وبدأنا نلمس هذه الحالة في العديد من المجالات."

للمعاناة صور مختلفة في غزة ويأتي حراك المرأة الفلسطينية للتعبير عن حجم المعاناة المتواصلة وللتأكيد على أن المطالبة بحقوقها وحريتها وكرامتها هو أمر لا يمكن التنازل عنه مهما كانت الأسباب والذرائع في ظل الانهيار الكبير لكافة مستويات الحياة في قطاع غزة.

علا ياسين - إذاعة الأمم المتحدة - قطاع غزة

مصدر الصورة