منظور عالمي قصص إنسانية

ملادينوف: العملية السياسية الجامعة هي وثيقة التأمين للعراق

ملادينوف: العملية السياسية الجامعة هي وثيقة التأمين للعراق

تنزيل

[caption id="attachment_153226" align="alignright" width="350" caption="UN Photo/Loey Felipe"]

أكد نيكولاي ملادينوف رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق أن تعزيز العملية السياسية الجامعة في البلاد هو وثيقة التأمين ضد أي تدهور محتمل للأمن في العراق في المستقبل.

وبعد الإفادة التي قدمها إلى مجلس الأمن الدولي تحدث ملادينوف في حوار أجرته ريم أباظة عن عناصر النهج الفعال لهزيمة جماعة داعش.

نيكولاي ملادينوف: أعتقد أن هناك اتفاقا عاما، ليس في الأمم المتحدة فحسب ولكن في العراق أيضا، على أن العنصر الأمني في التعامل مع داعش هو جزء واحد من الحل، ولكنه ليس حلا شاملا للمشكلة. بالطبع يجب تدريب وتجهيز الجيش العراقي وأن يتعاون مع الناس على الأرض والعشائر والمحافظات المحتلة من قبل داعش. ولكن ما يجب أيضا أن يحدث هو العملية السياسية التي تسمح للمجتمعات المختلفة في العراق بالانضمام مرة أخرى معا. لقد شهد العقد الأخير في العراق أعمال عنف نجمت عن السياسات الخلافية وتوجه المجتمعات إلى الانغلاق على أنفسها بدلا من العمل معا. ما يحدث الآن هو أن هناك حكومة جديدة في العراق جامعة لكل الأحزاب السياسي، وهناك شروع في تنفيذ أجندة لمعالجة بعض المظالم طويلة الأمد سواء المتعلقة بالفقر أو الأمن أو المشاركة في صنع القرار أو تقاسم العائدات. ودورنا في هذه العملية، وهو دور الأمم المتحدة حول العالم، يتمثل في جمع الأطراف معا لتيسير إجراء الحوار واقتراح حلول يمكن أن تنجح على الأرض والمساعدة في تطبيقها.

إذاعة الأمم المتحدة: كيف تقيم العملية السياسية الآن، وهل ترى تغييرا حقيقا في القيادة السياسية في العراق؟

نيكولاي ملادينوف: هناك تغيير بالطبع، ولكن الأمر سيستغرق وقتا. ويجب أن نقر بأن كل تلك التغييرات ستستغرق وقتا في هذه البيئة التي تعاني فيها البلاد من تحديات خطيرة تهدد بقاءها ومع الوضع المالي الصعب في ظل انخفاض أسعار النفط وعدم اعتماد الميزانية في البرلمان. المشجع في هذه البيئة هو أن الكثير من القضايا يناقشها المجتمع العراقي والحكومة بانفتاح. والتطور المشجع الذي حدث خلال الأيام القليلة الماضية هو الاتفاق مع السلطات الكردية في شمال البلاد للسماح باستئناف دفع الأموال من الميزانية الفيدرالية ليتلقى الناس رواتبهم، وباستئناف سلطات إقليم كردستان العراق تزويد النفط للحكومة الفيدرالية من أجل التصدير، ويعد هذا أساسا جيدا للغاية لنهج جديد لمستقبل البلاد.

إذاعة الأمم المتحدة: الوضع الإنساني يمثل تحديا هائلا ويزيد منه انعدام الأمن، كيف تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى المحتاجين في ظل هذا الوضع الصعب؟

نيكولاي ملادينوف: لا أستطيع التأكيد بما يكفي على أهمية التعامل مع الوضع الإنساني. إذا عدنا إلى بداية العام والموجة الأولى من النزوح من محافظة الأنبار لوجدنا أن عدد النازحين كان يقدر بمائتين أو ثلاثمائة ألف شخص، بعد أحداث صيف هذا العام وصل العدد إلى مليوني نازح، ويعيش الكثيرون منهم في مناطق الصراع التي يصعب علينا الوصول إليها بالمساعدات الإنسانية. الذين فروا من القتال توجهوا إلى مناطق مختلفة بأنحاء العراق، بعضهم إلى الجنوب حيث استضاف الكثير منهم الأسر والمجتمعات المحلية والسلطات الدينية. ولكن هناك محافظة تحملت العبء الأكبر لهذا النزوح وهي محافظة دهوك التي يوجد بها أكثر من ثمانمائة ألف شخص نازح. ومع اقتراب فصل الشتاء يعد أكثر التحديات التي تواجهنا توفير المأوى والغذاء والوقود. وما نحتاج إلى فعله من جانب الأمم المتحدة هو مواصلة حشد الدعم الدولي للتعامل مع أزمة المشردين داخليا. للأسف لم نر دعما كافيا يتمثل في تمويل احتياجات فصل الشتاء. وحتى الآن تم تمويل معظم عملنا بتبرع سخي من المملكة العربية السعودية بلغ خمسمائة مليون دولار، ولكن هذا المبلغ آخذ في النفاد ونحن بحاجة إلى إيجاد موارد بشكل عاجل لفصل الشتاء.

إذاعة الأمم المتحدة: ما هي أكبر التحديات على مسار التحرك قدما؟

نيكولاي ملادينوف: هناك العديد من التحديات ولكن أكبر ثلاثة تحديات هي الأمن، استعادة الأمن في بغداد واستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لداعش. ثانيا التعامل مع الأزمة المالية لأن الوضع المالي في البلاد صعب للغاية. ثالثا، النهوض بالعملية السياسية وتعزيز السياسات الجامعة التي وضعتها الحكومة لأن هذا هو الضمان طويل المدى ووثيقة التأمين ضد أي تدهور للأمن في العراق في المستقبل.

مصدر الصورة