منظور عالمي قصص إنسانية

المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يتفقد قطاع غزة

المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يتفقد قطاع غزة

تنزيل

فيما لا تزال الهدنة الإنسانية وغير المشروطة قائمة، قام المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور علاء الدين محمد علوان، بزيارة ميدانية إلى مستشفيات قطاع غزة، عقد بعدها مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن النقص الكبير في المعدات والأدوية الذي يعاني منه القطاع الصحي في غزة بسبب الصراع الأخير، بالإضافة إلى الأضرار الجسدية والمادية الجسيمة التي تكبدتها مختلف المراكز الطبية.

التفاصيل مع مراسلتنا في غزة علا ياسين.

تفقد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء الدين محمد علوان عددا من مشافي قطاع غزة والتقى مسؤولي القطاع الصحي في السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وأعرب عن أسفه لتدهور الأوضاع الصحية في قطاع غزة مطالبا بضرورة التحرك العاجل لنجدة هذه القطاعات التي تتعرض لضغوط هائلة في ظل نقص كبير في المستلزمات والكفاءات والقدرة على التعافي من الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة.

وفي مؤتمر صحفي عقده علوان في مشفى الشفاء أكد أن العديد من المؤسسات الصحية تعرضت إلى أضرار كبيرة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية مما تسبب في تراجع قدرة هذه المؤسسات على تقديم الخدمات أو توقفها.. وقال

"الواقع أن 15 من أصل 32 مستشفى في غزة تضررت وأصيبت ومعظمها الآن توقفت عن العمل بسبب الأضرار التي حدثت، زرنا مشفى الأطفال في غزة وتحدثنا مع مدير المستشفى الذي أخبرنا أنه في إحدى الاصابات (القصف) كان هناك نحو 30 إصابة معظمها من أطفال. قمنا أيضا بزيارة مجمع الشفاء وتحدثنا مع المصابين. هناك حالات تحتاج إلى رعاية طبية،هناك للأسف الشديد بطء في تحويل هذه الحالات للمراكز الصحية المتخصصة خارج قطاع غزة"

وقال علوان إن هناك العديد من الحالات الحرجة التي لا تستطيع مشافي غزة معالجتها، ومن الضروري تحويلها للخارج لتلقي العلاج، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية ستتحدث مع المسئولين حول تسهيل خروجهم من خلال المعابر في اقرب فرصة.

وحول الوضع الصحي المتدهور في قطاع غزة قال علوان:

"النظام الصحي بشكل عام مهدد وهناك نقص في المستلزمات الصحية طبعا، ومنظمة الصحة العالمية تتعاون كجزء من الكادر الصحي هنا منذ عدة اسابيع لسد هذه النواقص في الادوية الاساسية والادوية المنقذة للحياة، وكذلك في المستلزمات الطبية والجراحية وهذا الدعم وهذا التعاون المشترك مع السلطات الصحية سوف يستمر في تزويد هذه المؤسسات بما تحتاجه من مستلزمات للقيام بعملها على وجه أكمل."

وقال إن منظمة الصحة العالمية تشيد بالكفاءة العالية والتضحية الرائعة التي قدمها الكادر الصحي في مختلف المؤسسات الصحية في قطاع غزة رغم  الوضع الكارثي والنقص الكبير في المستلزمات الصحية والأدوات اللازمة لعمل هذا القطاع في ظل الظروف الحرجة.

وأكد المسئول الأممي إنهم في منظمة الصحة العالمية يتعاونون مع كافة المؤسسات الصحية في غزة في مجال التخطيط لإعادة إعمار هذه المؤسسات عبر تقييم واضح للأضرار التي حدثت والاحتياجات المطلوبة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.

المواطنون الفلسطينيون عبّروا عن استياءهم من التدهور الحاد في الأوضاع الصحية وانتشار بعض الأمراض التي انقرضت في الماضي وأصبحت تنتشر الآن بصورة ملحوظة في مختلف مناطق قطاع غزة.

أسامة محمود، يحدثنا عما يواجهه سكان قطاع غزة في ظل الظروف الحالية الصعبة ويقول

"انتشرت أمراض مثل التهابات بالجلد وحرقان بالعين، التقيؤ والتشنجات. هذا بسبب غازات لم تمر علينا من قبل. ثانيا مراكز الإيواء، وأنا أسكن قريبا من أربعة مراكز إيواء، حيث تنتشر بها أمراض لم نرها منذ زمن كالإسهال والكحة، والنزلة المعوية التي تصيب الأطفال بشكل رهيب جدا"

أما المواطن أبو أدريس، فيوجه نداء استغاثة لإنقاذ القطاع الصحي، ويقول:

"الأوضاع الصحية مأساة جدا والمعابر مغلقة ولا تدخل الأدوية مطلقا،في قطاع غزة، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوباء يشتد. ولا توجد أدوية للمصابين ، فنحن نناشد الأمة العربية والإسلامية وأي انسان على وجه الارض..بالنسبة للأطفال، تموت أمامنا ولا نعرف ماذا نفعل، حتى الطبيب لا يدري ماذا يفعل من قلة الأدوية وقلة الأجهزة وقلة الكهرباء."

المشاكل الحادة التي يواجهها القطاع الصحي في غزة، والنقص الكبير في الأدوات والمستلزمات والكفاءات بدأ ينعكس سلبيا وبصورة دراماتيكية على مشاهد لم يعرفها قطاع غزة منذ عشرات السنين والتي تمثلت في انتشارالعديد من الأمراض الجلدية والنزلات المعوية والتهاب السحايا مما يتطلب تحركا عاجلا من منظمات الأمم المتحدة المختلفة العاملة في قطاع غزة قبل أن تتحول هذه الأمراض إلى وباء يصعب السيطرة عليه.

علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة

مصدر الصورة