منظور عالمي قصص إنسانية

اليوم العالمي لالتهاب الكبد لعام 2014: فكر مجددا

اليوم العالمي لالتهاب الكبد لعام 2014: فكر مجددا

تنزيل

ومن أجل زيادة مستوى وعي الأشخاص وفهمهم لالتهاب الكبد الفيروسي وللأمراض التي يسببها، تحيي منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في الثامن والعشرين من تموز/ يوليو كل عام، اليوم العالمي لالتهاب الكبد.

التفاصيل في التقرير التالي:

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يسبب التهاب الكبد الفيروسي وفاة ما يقرب من مليون وأربعمائة ألف شخص كل عام، كما يبلغ عدد المصابين بهذا المرض في الوقت الحالي خمسمائة مليون شخص.

ورغم أن عبء الأمراض ذات الصلة بالالتهاب الكبدي ثقيل جداً، فإن التصدي للمشكلة لا يتم على نحو شامل في معظم البلدان، ويعود ذلك لأسباب عديدة، منها حقيقة أن معظم الناس لا تظهر عليهم أية أعراض عندما يصابون بالعدوى، وقد يبقون بدون أعراض لعقود طويلة في غالب الأحيان، حتى يظهر عليهم المرض الكبدي المزمن. وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى أن يصبح الالتهاب الكبدي "القاتل الصامت" الذي نعاني من تبعاته هذه الأيام.

وفي مؤتمر صحفي عقد في جنيف، وضح لنا الدكتور سامويل سو، رئيس مركز الكبد الآسيوي في جامعة ستانفورد، ومستشار بمنظمة الصحة العالمية فيروسات الالتهاب الكبدي التي يمكن أن تحدث عدوى والتهاب حادين ومزمنين في الكبد ويؤديان إلى اصابته بالتشمع أو بالسرطان:

" التهاب الكبد A و E لا يسببان مرض سرطان الكبد أو أمراض مزمنة وينتقلان عن طريق الطعام الملوث أو المياه أو الاتصال المباشر بشخص مصاب. وهناك لقاح لمرض التهاب الكبد A ، كما قامت الصين بإنتاج أول نوع من اللقاح ضد مرض التهاب الكبد E، ونحن نشجع دائما أن يأخذ الشخص التطعيم قبل السفر، وهناك القليل من الأشخاص الذين يموتون من التهاب الكبد A كما هناك أمل كبير في الشفاء. أما التهاب الكبد B و C ، فيسبب النمطان أمراض مزمنة وتشمع الكبد والسرطان. وينتقل B عن طريق الأم إلى الوليد وقت الولادة، ونقل الدم الملوث والاتصال الجنسي بدون حماية، أما التهاب الكبد C فينتقل عن طريق الدم الملوث."

ويسبب النمطان B وC  الإصابة بأمراض مزمنة في صفوف مئات الملايين من الأشخاص وهما معاً يمثلان السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بتشمع الكبد وسرطان الكبد، حيث يعاني أكثر من مئتين وأربعين مليون شخص من التهاب الكبد  B، ونحو مئة وخمسين مليون شخص من التهاب الكبد C.

" إن سرطان الكبد من أكثر الأمراض القاتلة شيوعا في العالم، فإحصائيا ووفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، إذا تعرض مئة شخص لسرطان الكبد يموت منهم ثمانية وتسعون شخصا، فالأفضل الوقاية من هذا المرض، لأنه حتى الآن لا يوجد علاج كيميائي فعال لعلاج سرطان الكبد."

ولكن ما هي التدابير التي تتخذها الدول لتجنب الإصابة بالمرض وعلاجه، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الالتهاب الكبدي يضع عبئاً ثقيلاً على نظام الرعاية الصحية بسبب التكاليف الباهضة لمعالجة سرطان الكبد والفشل الكبدي اللذين ينتجان عن التشمع. وفي الكثير من البلدان، يتصدر الفشل الكبدي الناجم عن الالتهاب الكبدي الفيروسي قائمة الأسباب التي تتطلب زراعة الكبد. ومن المعروف أن مثل هذه المعالجات التي تقدم للمرضى في المراحل النهائية باهظة التكاليف، فإنها سرعان ما تتجاوز مئات الآلاف من الدولارات لكل شخص.

يقول الدكتور سو:

 "من بين الحقائق التي لا يدركها الأشخاص، أن من بين مليون وأربعمائة ألف شخص الذين يموتون بمرض التهاب الكبد الفيروسي، ثلثي هؤلاء من آسيا. إن آسيا لديها أعلى عبء للإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، إذ يحدث بها ما يقرب من 77% من الوفيات نتيجة التهاب الكبد B ومايقارب من 55% من الوفيات المصابة بالتهاب الكبد C  و80 % من وفيات التهاب الكبد A  و90% من الوفيات بسبب التهاب الكبد E. لذلك نحن فعلا نحتاج للمجتمع الدولي لمساعدة الدول في آسيا ومعظمها من الدول النامية، ولا يوجد لديها نظام صحي أو الموارد، لنساعدها في استراتيجية شاملة تتضمن العلاج."

وقد استجاب المجتمع الدولي مؤخرا لهذا المرض القاتل الصامت، حيث اعتمد مئة وأربعة وتسعون بلدا قرارا يقضي بتكثيف الجهود لمنع وتشخيص وعلاج التهاب الكبد الفيروسي. كما يؤكد القرار على أهمية أن تكون هناك خطط وطنية شاملة لمعالجة التهاب الكبد مصممة لتلبية احتياجات البلاد، وذلك باستخدام الموارد المتاحة.

يشار إلى أنه وقع الاختيار على يوم 28 تموز/ يوليو لإحياء اليوم العالمي لالتهاب الكبد تكريماً لذكرى عيد ميلاد الأستاذ باروخ صموئيل بلومبرغ الحائز على جائزة نوبل ومكتشف فيروس التهاب الكبد B. 

 

 

 

 

 

 

مصدر الصورة