منظور عالمي قصص إنسانية

الأونروا: لا يوجد مكان آمن في غزة

الأونروا: لا يوجد مكان آمن في غزة

تنزيل

[caption id="attachment_139229" align="alignright" width="350" caption="Photo: UNRWA/ Shareef Sarhan"]

وجهت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" نداء استغاثة طارئا للمجتمع الدولي طالبت فيه بدعم قيمته 60 مليون دولار لمواجهة التحديات والنتائج السلبية للعمليات العسكرية في قطاع غزة.

مراسلتنا في غزة علا ياسين أجرت حوارا مع عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الأونروا حول هذا الشأن والأوضاع بشكل عام وأعداد النازحين إلى مدارس الأونروا.

كيف تصف الأوضاع في قطاع غزة بعد العمليات العسكرية البرية في منطقة شرق غزة؟

الأوضاع مأساوية وخطيرة بصفة عامة ولكن ما حدث ليلة أمس وفجر اليوم كان رهيبا، عشرات الآلاف من الناس تركوا بيوتهم تحت القصف المدفعي المتواصل، حسب وزارة الصحة الفلسطينية فان حوالي 50 شخص قتلوا ومئات الأشخاص أصيبوا بجراح وعشرات البيوت دمرت تدميرا كبيرا، في هذا الإطار، عشرات الآلاف توجهوا لنا طالبين اللجوء إلى مدارس الأونروا، كان لدينا حوالي 65 ألف شخص في مدارس الأونروا في مختلف مناطق قطاع غزة، افتتحنا أربع مدارس جديدة، العدد مرشح لأن يرتفع لأكثر من خمسة وثمانين ألف شخص، هذه العملية الكبيرة من النزوح والخروج من البيوت، لم يسبق لها مثيل في عام 2008 أثناء عملية الرصاص المصبوب، العدد لم يتجاوز حينها أكثر من 50 ألفا لكن اليوم العدد يتجاوز ذلك بكثير.

قلت إن عدد النازحين بلغ 65 ألفا والعدد مرشح للزيادة، هل يمكن أن تحدثنا عن الخدمات التي تقدمها الأونروا لهؤلاء النازحين وعدد المدارس التي يقيمون بها؟

"لدينا قدرة استيعابية لحوالي 35 ألف فلسطيني فقط في مدارسنا ضمن الخطة البديلة التي أعددناها مسبقا، لكن الأوضاع الآن فاقت كل هذه الأعداد. الأعداد الآن ضخمة وتتطلب منا مجهودا أكبر بالذات بعد نفاد كل المستلزمات المتعلقة بالأغطية والفراش والأدوات الصحية التي قدمناها في بداية الأزمة لخمسة وثلاثين ألف شخص في مدارسنا،.اليوم نحن أمام معضلة كبيرة، نعم نحن نقدم اليوم وجبة طعام، وكما قلت نقدم فرشا وأغطية ونقدم المياه والحدات الصحية المتكاملة للأم والأطفال، نحن سنقوم بشراء هذه الأغراض غير الغذائية، على أن يقتسم الناس مع بعضهم البعض بالذات في الأزمة الطاحنة التي نواجهها في النقص الحاد في المواد، كان يجب علينا أن نفتتح هذه المدارس. حتى لو لم يكن لدينا إمكانيات، نستوعب هؤلاء الناس الذين لا مكان لهم في قطاع غزة، والجميع يعرف أن قطاع غزة محروم من عملية البناء للقطاع الخاص بسبب عدم دخول مواد البناء، لا بيوت للناس يستأجرونها، لا أماكن فارغة، لذلك فتح المدارس كانت خطوة جيدة لاستيعاب هؤلاء الناس وتقديم الشئ البسيط لهم وإشعارهم نوعا ما بالأمان".

الفلسطينيون الذين أجبروا على ترك منازلهم لم يجدوا سوى مشفى الشفاء كملجأ آمن لهم، ماذا قدمتم لهم؟ وهل من ضمانات أن المدارس التي يلجأون لها آمنة؟

"فتحنا أربع مدارس جديدة في غزة لهؤلاء الناس ويتم نقلهم من المشفى لمدارس الأونروا الجديدة بحيث يكون هذا المشفى فقط لاستقبال الجرحى، لا يمكن على الإطلاق ان يعمل هذا المشفى الأكبر في قطاع غزة كمكان لاستيعاب النازحين، نحن سنقدم للمستشفيات في قطاع غزة الوقود أيضا. هناك وعد من مدير عمليات الأونروا، ببحث موضوع المولدات الكهربائية وإمكانية تزويدهم بها والتعاون بمشكلة نقص الأدوية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية التي تتابع معنا الأوضاع عن كثب إضافة إلى تقديم كافة الخدمات اللوجستية التي نستطيع أن نقدمها للقطاع الصحي في غزة.

[caption id="attachment_139231" align="alignleft" width="415" caption="Photo: UNRWA/ Shareef Sarhan"]imageوهل المدارس آمنة؟ ما هو الضمان أنها لن تتعرض للقصف كما حدث عام 2008 في عملية الرصاص المصبوب؟

لا مكان آمن في غزة، من التجربة عام  2008،هناك العديد من مدارس الأونروا تعرضت للقصف والعديد من الناس قتلوا حتى داخل هذه المدارس، ولكن نحن نأخذ كافة الاحتياطات اللازمة.. نرفع أعلام الأمم المتحدة، وتكون هذه الأماكن مضيئة بالليل، نخبر  الإسرائيليين بكافة الإحداثيات ومكان هذه المدارس حتى لا تتكرر عمليات القول إن هناك خطأ هنا وهناك، نحاول بذل أقصى درجات الحيطة والأمان لكن بصراحة غزة الصغيرة المكتظة بالسكان لا مكان آمن بها مائة بالمائة".

توجهتم بمناشدة للمجتمع الدولي لمساعدتكم..هل لك أن تطلعنا على تفاصيل هذه المناشدة؟

توجهنا إلى المجتمع الدولي بنداء الاستغاثة لغزة بستين مليون دولار، هذا المبلغ سيخصص لمواجهة التحديات والنتائج السلبية للعمليات العسكرية في قطاع غزة من هدم للبيوت ودفع إيجارات للناس، ودفع أيضا أثمان الأدوية والقطاع الصحي وأيضا منشآت الأونروا التي دمرت والبنى التحتية للمياه، والعديد من الأشياء التي فصلت في النداء، نحن بحاجة ماسة لهذا المبلغ كي نواجه هذا الانهيار الإنساني الكبير في قطاع غزة، نأمل أن يكون هناك استجابة من المجتمع الدولي والمانحين الدوليين والعرب لهذا النداء لما له من أهمية قصوى وكبيرة في منع التدهور الكبير أو إيقاف التدهور الكبير الحادث في قطاع غزة".

ما هي أوجه التنسيق مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى العاملة في قطاع غزة؟

نحن على اتصال دائم بكافة منظمات الأمم المتحدة هنا في قطاع غزة، التنسيق مستمر مع منظمة اليونيسف، مع منظمة الصحة العالمية ، مع مكتب منسق الشئون الإنسانية "أوتشا" ومع برنامج الغذاء العالمي حيث هناك تنسيق كبير وتعاون في توزيع  الوجبات الغذائية للنازحين إلى مدارس الأونروا، ننسق بصورة مستمرة وحثيثة وهناك عمل تكاملي بين جميع هذه المنظمات.

[caption id="attachment_139230" align="alignright" width="496" caption="Photo: UNRWA/ Shareef Sarhan"]imageهل من كلمة أخيرة توجهها للمجتمع الدولي؟

إن ما يحدث في غزة خطير للغاية، غزة هي المكان الأكثر اكتظاظا على وجه الأرض،غزة لا تحتمل المزيد من العمليات العسكرية، يجب أن يتم إنهاء هذه الجولة من العنف لما فيه مصلحة السكان المدنيين ونناشد العالم أيضا الاستجابة لنداء الاستغاثة الذي وجهته الأونروا وأن يزودنا بالأموال اللازمة حتى نقوم بعملياتنا على أكمل وجه.

مصدر الصورة