منظور عالمي قصص إنسانية

قصص من ضحايا التعذيب في سوريا وإعادة تأهيلهم في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب

قصص من ضحايا التعذيب في سوريا وإعادة تأهيلهم في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب

تنزيل

يصادف اليوم السادس والعشرين من حزيران يونيو، اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب.

لتكريم العديد من ضحايا التعذيب حول العالم والتأكيد على أن كل ضحية ستحصل يوما ما على حقها في الإعتراف والعدالة وإعادة التأهيل.

في التقرير التالي، نسلط الضوء على ضحايا التعذيب في سوريا وإعادة تأهيلهم في لبنان في أحد مراكز التأهيل المدعومة من الأمم المتحدة.

"وضعوا الصدمات الكهربائية على حلمة صدري والأماكن الحساسة وأكثرها في الأعضاء التناسلية، وأبشع شيء أن يضعوك في غرفة صغيرة يكون فيها نحو أربعة وستين شابا عاريا. اتمنى من الله ألا يعرض إي إنسان للذي تعرضت له، وعفوا على القول إنني إذا وضعت في مثل هذا الموقف، فقد تم وضع غيري في أسوأ من هذا الوضع."

هذا أبو يزن، رجل سوري تعرض لنوع ما من أنواع التعذيب في بلده سوريا، كغيره من مئات الآلاف من الضحايا الذين يتعرضون للتعذيب كل يوم في السجون وأقسام الشرطة ومراكز الاعتقال الرسمية والسرية في جميع أنحاء العالم.

في كل يوم يتلقى مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان تقارير جديدة عن التعذيب من آسيا وأفريقيا والأمريكتين وأوروبا وأوقيانوسيا، تتراوح بين الضرب المبرح والإهانة الجنسية العلنية والاغتصاب إلى إستخدام آلآت معينة لإلحاق الألم وعمليات الإعدام الوهمية، إلى إجبار الضحايا على مشاهدة إلحاق الألم بالأطفال أو غيرهم من أفراد الأسرة.

يوسف، ضحية أخرى من ضحايا التعذيب في سوريا، يروي قصته:

" نزلت دموعي، ولم أستطع أن أرى شيئا ووقعت في الأرض وأخذوني وأنزلوني إلى فرع من فروعهم، ووضعوني على طاولة كهربائية. وقالوا لي إنني يجب أن اعترف وأنا أتساءل: اعترف بماذا. بدأوا بربطي بطاولة كهربائية وشغلوا الكهرباء، وبدأوا بتعذيبي."

أبو يزن ويوسف، يتلقيان حاليا خدمات إعادة التأهيل بما في ذلك العلاج النفسي، فضلا عن تقديم الدعم القانوني والاجتماعي في مركز لخدمات التأهيل لضحايا العنف والتعذيب في طرابلس، وهو واحد من العديد من المراكز المعتمدة من قبل صندوق الأمم المتحدة لضحايا التعذيب في جميع أنحاء العالم، الذي يديره مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

الدكتورة سناء حمزة معالجة نفسية في مركز لإعادة التأهيل، تصف حالة أبو يزن، الذي يتعالج في المركز:

" لقد جاء إلى المركز بكثير من الحيطة والحذر، وبعد بناء نوع من الشعور بالثقة معه، بدأ بالشعور بالثقة تجاهنا وتجاه نفسه. عندما يعاني واحد من العائلة فإن جميع العائلة تتأثر. لذلك فإن كل فرد من أفراد العائلة يحتاج إلى تدخلات."

 مليون شخص من السوريين يعيشون في لبنان وحده، آلاف الأشخاص منهم عاشوا جزءا من ويلات الحرب والعنف والتعذيب، وفي السادس والعشرين من حزيران يونيو من كل عام، تحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، لتجديد التأكيد على أن كل ضحية ستحصل يوما ما على حقها في الإعتراف والعدالة وإعادة التأهيل.

في عام 2013، قام صندوق الأمم المتحدة لضحايا التعذيب بتأسيس "مركز ريستارت"  لتقديم المساعدة المتخصصة إلى مئة وثمانين شخصا من ضحايا التعذيب من سوريا، من بين 250 مركزا حول العالم.

مركز لبنان لحقوق الإنسان، من المستفيدين من تمويل الصندوق والذي فتح أبوابه للضحايا من السوريين، ويقول السيد وديع الأسمر، الأمين العام للمركز في هذا الشأن:

" منذ بدء الأزمة في سوريا، رأينا زيادة في عدد الأشخاص المستفيدين من المركز، وتغييرا في أنواع المشاكل التي ينبغي معالجتها. حتى ذلك الحين كنا نساعد الأشخاص الذين يعيشون في لبنان. نحن كمركز لإعادة التأهيل، ما يهمنا هو شخص تم تعذيبه ووجد نفسه في لبنان وتم تحويله إلينا، ونحاول مساعدته قدر الإمكان."

ووفقا للمفوضة السامية لحقوق الإنسان، يعد التعذيب جريمة دون أي أدنى شك، فإتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، تحظر التعذيب في كل الحالات وبدون إستثناء. ولا يمكن تبرير التعذيب تحت مسميات الأمن القومي أو محاربة الإرهاب أو تهديد الحرب أو أية حالة طوارئ عامة، وكل الدول ملزمة بالتحقيق في جميع إدعاءات التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وبالملاحقة القضائية لهذه الدعاوى وعليها أن تضمن كافة الوسائل التي تمنع مثل هذه الممارسات .

واليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، إنما هو رسالة واضحة وقوية للعالم تقول: لا يمكن التسامح مع أي عمل من أعمال التعذيب.

مصدر الصورة