منظور عالمي قصص إنسانية

الوكالات الإنسانية تحاول منع انتشار سوء التغذية الحاد بين أطفال جنوب السودان

الوكالات الإنسانية تحاول منع انتشار سوء التغذية الحاد بين أطفال جنوب السودان

تنزيل

في ظل تجدد القتال في جنوب السودان ومن أجل الاستجابة للأزمة الإنسانية المستمرة، تحاول وكالات الأمم المتحدة الوصول إلى المدنيين وخاصة الأطفال لدرء خطر سوء التغذية الناجم عن نقص الموارد جراء النزاع المتواصل. المزيد في التقرير التالي.

بعد تجدد القتال في مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة بجنوب السودان، سيطرت القوات المناهضة للحكومة على المدينة، مما ضاعف عدد الأشخاص الذين يلتمسون المأوى في قاعدة أونميس في بانتيو ليتجاوز عددهم ال 9000 شخص وفقا لمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جوبا توبي لانزر.

وقد أعرب لانزر عن الغضب فيما تكافح أونميس ووكالات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى للتعامل مع الآثار المباشرة للعنف المستمر في البلاد:

"شعب جنوب السودان يحتاج الالتفات إلى ماشيتهم وأغنامهم والوصول بأمان إلى حقولهم. وإذا فعلوا ذلك فإن الناس في هذا البلد يمكنهم القيام بالكثير لمساعدة أنفسهم وتجنب الكارثة في نهاية المطاف. ولكن إذا لم يتمكنوا من العمل بشكل طبيعي والوصول إلى الأنهار والأسماك أو جمع التوت البري أو غيره من الفواكه كما يفعلون عادة في هذا الوقت من السنة، فإن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الخيال لنعرف ما الذي سيحدث في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وأنا حقا أشعر بالغضب."

وذكر لانزر أن أونميس قد أرسلت دورية من قوات حفظ السلام لحماية المدنيين الذين يبحثون عن المأوى في مستشفى بانتيو، وذلك لتجنب تكرار حوادث مستشفى ملكال في ولاية أعالي النيل حيث تم قتل المدنيين الأبرياء على أيدي أطراف النزاع.

للرد على أزمة التغذية المستمرة في جنوب السودان والتي نتج عنها ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، نقلت منظمة اليونيسيف جوا أكثر من 2،500 صندوق من مستلزمات التغذية في البلاد، كما صرحت بريسيلا بايو، أخصائية التغذية باليونيسيف:

"بعد الأزمة، تضاعف عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم. قبل الأزمة، تشير تقديراتنا إلى وجود 108،000 طفل يعاني من هذه المشكلة، ولكن الآن ومع الأزمة المستمرة فإننا نقدر أن 223،000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. من بين 223،000 طفل، سيموت 50،000 إذا لم نستجب على الفور."

وبالعمل مع الشركاء، ستقوم اليونيسف بتوزيع عجينة البندق التي تعد من الأغذية العلاجية الجاهزة للأكل في جميع أنحاء البلاد. وسيتم نقل ما مجموعه 10،300 كرتونة إلى البلاد على متن أربع رحلات طيران، وقد وصلت أولى تلك الرحلات نهاية الأسبوع الماضي.

وستقوم اللجنة الدولية للإنقاذ باستخدام 2،575 كرتونة منها  لعلاج الأطفال في عاصمة ولاية جونقلي بور، ومقاطعة بانيجار Panyijar في ولاية الوحدة ومقاطعة جنوب أويل في شمال ولاية بحر غزل.

وتوضح بريسيلا بايو أن هذه الأغذية العلاجية الجاهزة للأكل تحتوي على ما هو مطلوب لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية دون سن الخامسة من العمر:

"إنها زبدة الفول السوداني مخلوطة مع الحليب والفيتامينات والمعادن المضافة. وإذا تم إعطاؤها للطفل المريض، فسيستعيد عافيته في غضون أسبوعين."

وقد تم إرسال أول أربع دفعات عن  طريق الجو ليتمكن الشركاء من البدء فورا بالاستجابة للأزمة، ولكن من المتوقع أيضا أن تصل كمية ضخمة عن طريق البحر. وتعمل فرق الاستجابة السريعة المشتركة على معالجة سوء التغذية الحاد من خلال توزيع الأغذية العلاجية والأدوية الروتينية، والفيتامين (أ) وأقراص للتخلص من الديدان، بالإضافة إلى المتابعة والزيارات المنزلية التي تقوم بها لجنة الإنقاذ الدولية وشركاء آخرين، بحسب الدكتور الشيخ عبد الله، منسق الصحة بلجنة الإنقاذ الدولية ( IRC) :

"سنستهدف حوالي 5،000 طفل في مقاطعة بانييجار وسنستهدف أيضا حوالي 1000 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد في بور. في بعض من تلك المواقع، على سبيل المثال في مقاطعة بانييجار ، لدينا حوالي 12 برنامجا للعلاج الخارجي ينفذها عاملون مجتمعيون أو متطوعون تغذويون يعملون في المجتمعات المحلية، يفحصون الأطفال دون سن الخامسة ويحددون إنْ كانوا يعانون من سوء التغذية، وبعد ذلك يوزعون عجينة البندق لعلاج سوء التغذية الحاد."

ويواجه العاملون في المجال الإنساني تحديات هائلة في مساعدة أكثر من 70،000 مدني في قواعد الأمم المتحدة، و 700،000 نازح آخرين خارج البلاد وسبعة ملايين في خطر الجوع الشديد.