منظور عالمي قصص إنسانية

جمهورية أفريقيا الوسطى على حافة الهاوية ولا تستطيع الخروج من الأزمة دون مساعدة دولية

جمهورية أفريقيا الوسطى على حافة الهاوية ولا تستطيع الخروج من الأزمة دون مساعدة دولية

تنزيل

استمع مجلس حقوق الإنسان في جنيف إلى دعوة عاجلة لمساعدة السكان المعتدى عليهم في جمهورية أفريقيا الوسطى، في ظل تحذيرات من أن الفشل الدولي في اتخاذ الإجراءات الضروروية، قد يكون له انعكاسات خطيرة على السلام والأمن في المنطقة. المزيد في التقرير التالي.

تمر جمهورية أفريقيا الوسطى بأحلك الفترات في تاريخها، وهي على حافة الفوضى التي تفرضها الحركات المسلحة .

هذا ما أعربت عنه ماري تيراز بوكوم ، الخبيرة المستقلة المعنية بجمهورية أفريقيا الوسطى:

" تجنب الفوضى في جمهورية أفريقيا الوسطى وحتى في المنطقة دون الإقليمية أمر أساسي. لا نستطيع الاكتفاء بعد الآن بحلول ذات تأثير تجميلي فقط في جمهورية أفريقيا الوسطى. إحصاء عدد القتلى والضحايا الآخرين، -ومعظمهم من النساء والأطفال، لم يعد كافيا. الحكومة الانتقالية لديها أقل من عام لتحضير الانتخابات وتحسين حقوق الشعب. ومن الواضح تماما، أنه دون مساعدة حقيقية لجعل الدولة فاعلة وتحسين حالة حقوق الإنسان، أعتقد أنه سيكون من المستحيل تحقيق هذه الأهداف. "

هذه الصرخة أطلقها أيضا الممثل الدائم لجمهورية أفريقيا الوسطى في جنيف، ليوبولد إسماعيل سامبا، خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان حول الوضع في البلاد:

"دولة جمهورية أفريقيا الوسطى موجودة بالاسم فقط. فالإفلات من العقاب يبدو وكأنه أصبح القاعدة، والشعب هو الضحية الوحيدة للعنف الذي ترتكبه الجماعات المسلحة والميليشيات وقطاع الطرق. إذا، هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ هؤلاء الناس. السلطة الانتقالية، على الرغم من نيتها المعلنة، هي بحاجة إلى الوسائل لإنشاء سمات الدولة، وتوفير العدالة وتفادي الإفلات من العقاب ."

وأوضح إسماعيل سامبا أن جمهورية أفريقيا الوسطى تدرك جيدا أن حقوق الإنسان هي العوامل الرئيسية للسلام والطمأنينة والكرامة، وحجر الزاوية في النظام الدولي، مشيرا إلى أن حكومة بلاده أنشأت جميع الهياكل اللازمة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وصدقت على معظم الاتفاقيات الدولية بما فيها المتعلقة بالمرأة والشعوب الأصلية والمعاملة اللاإنسانية. ولكن ما يجري الآن في البلاد أمر أكبر من أن تعالجه جمهورية أفريقيا بمفردها:

"جمهورية أفريقيا الوسطى لا تمدّ بتاتا يد الشحاذ. إنها تعتقد أنه من واجب  كل أفريقيا أن تأتي لمساعدتها، لأن موقعها الجغرافي استراتيجي، ويجب أخذه بالاعتبار إذا أردنا تجنب الغرغرينا التي قد تلوث المنطقة بأسرها. نحن نواجه خطر انتشار أزمة إقليمية عميقة، إذا لم يتم عمل شيء "

وقال سفير جمهورية أفريقيا الوسطى إن بلاده تمر بأزمة استثنائية، ولكنها لا تستطيع الخروج منها إلا بمساعدة دولية، مشيرا إلى تحديين رئيسيين يواجهان البلاد وهما الوضع الأمني ​​والوضع الإنساني، ومؤكدا أن التحدي الثاني موجود بسبب التحدي الأول وأن معالجتهما لا يمكن تتم بشكل منفصل. من هنا كان طلب جمهورية أفريقيا الوسطى المتكرر إلى المجتمع الدولي بمد يد العون معربا في هذا الإطار عن تقديره العميق لمجلس حقوق الإنسان ومكتب المفوضة السامية والدول التي دعمت بلاده حتى الآن.