منظور عالمي قصص إنسانية

طالبو اللجوء في إيطاليا ينتظرون طويلا للحصول على أوراقهم

طالبو اللجوء في إيطاليا ينتظرون طويلا للحصول على أوراقهم

تنزيل

يوجد في صقلية عدد هائل جدا من طالبي اللجوء نظرا لموقعها الاستراتيجي.

في عام 2011 ، واستجابة لتدفق اللاجئين القادمين في أعقاب الربيع العربي، أنشأت محافظة صقلية بالتعاون مع بلدية كاتانيا المحلية مركز "كارا مينيو"، وهو مركز استقبال مفتوح يمكن لطالبي اللجوء أن يعيشوا فيه إلى حين البت في طلباتهم.

وبسبب الأعداد الكبيرة التي تعيش هنا، - أكثر من 4،000 في الوقت الحاضر- ، يمكن أن تتراوح مدة الانتظار بين ستة أشهر وسنة. في هذه الأثناء، تحاول إدارة المركز إيجاد سبل لجعل وقت الانتظار يمر بسرعة، من خلال توفير دورات تدريبية ودروس اللغة الإيطالية. ولكن تلبية احتياجات هذا العدد الكبير هو تحدٍ حقيقي.

محمد من السنغال قضى شهرا يعبر الصحراء للوصول إلى ليبيا. ولكن عندما اندلعت الحرب، لم يعد يشعر بالأمان. محمد يتشاطر غرفته مع أشخاص من مالي ونيجيريا، كانوا من بين الذين نجوا خلال عبورهم إلى أوروبا ولكن الكثيرين لم ينجوا. فقبل شهر واحد من وصل محمد، اشتعلت النيران بزورق مكتظ يحمل أكثر من 500 مهاجر وغرق بهم:

"آخر مرة، خسر 300 أفارقي حياتهم في البحر الأبيض المتوسط​​، الأمر مؤلم للغاية. الجميع شهدوا ذلك. لقد رأينا ما فعلته الحكومة الإيطالية لأولئك السود. لقد توغل خفر السواحل داخل البحر وانقذوا معظم الناس الذين كانوا على قيد الحياة. أما الذين فقدوا حياتهم، فأخرجوا أجسادهم من المياه، وأرسلوها إلى بلادهم. نحن سعداء جدا لما قامت به الحكومة الإيطالية، ولكن نحن بحاجة إلى وثائق."

يصل معظم طالبي اللجوء إلى لامبيدوزا أولا ومن ثم يتم نقلهم إلى مركز "كارا مينيو". لكن النظر في العديد من الحالات يعني الانتظار لأوقات طويلة، كما يقول أحد اللاجئين من نيجيريا:

"معظم الناس الذين قابلتهم في هذا المخيم، قضوا سنتين أو ثلاث سنوات بدون أي أوراق. يجب أن يضمنوا لنا حرية [ العمل ] ويعطونا أوراقا حتى نتمكن من مغادرة هذا المكان."

وقد تم إنشاء كارا مينيو كاستجابة طارئة لتدفق طالبي اللجوء من جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط في أعقاب الربيع العربي.

السنغالي محمد من جديد:

"يوجد أشخاص من بلدان مختلفة هنا: من سوريا ومالي والسنغال وغانا وبوركينا فاسو والكاميرون. نحن جميعا صبورون وسعداء، ولكن الشيء الوحيد الذي نطلبه من الحكومة الإيطالية هو إعطاؤنا الوثائق."

المصاعب الاقتصادية، وعدم اليقين والحرب قد أبقى عدد طالبي اللجوء عاليا خصوصا في صقلية، كما تشير دنيز، نائبة رئيس مركز كارا مينيو، التي تلقت لتوها عريضة من السكان:

"الأمر ليس سهلا لأن بعض الناس يبقون هنا لستة وثمانية وتسعة وعشرة أشهر. كل واحد منهم لديه قصة. اللجنة تستدعي ربما عشرة أشخاص فقط في اليوم. وظيفتي صعبة جدا لأنني إذا نظرت في أعينهم، أرى نفسي مكانهم وأود الحصول على بعض الأجوبة الصحيحة لهم."

وصلت بلاسيغ من نيجيريا منذ سنتين ونصف. أقامت متجرا صغيرا أمام غرفتها، وقد تم رفض طلبها مرتين. ولكنها علِمت الآن أن طلبها قُبِلَ أخيرا:

"الآن سيعطونني وثائق لسنة واحدة لأنني انتظرت كثيرا هنا. وسأغادر المخيم الأسبوع المقبل، وقد وجدت مكانا لي ولطفلي."

حصلت بلاسيغ على ضمان بأنها تستطيع البقاء على الأقل لفترة من الوقت. وهذا ما ناضلت من أجله بجد.

وهذا هو ما يريد الجميع هنا... فرصة.