منظور عالمي قصص إنسانية

حصاد عام 2013

حصاد عام 2013

تنزيل

في عام 2013 كافحت الدول بين الاضطرابات وفترات التحول بما وضع الأمم المتحدة محل الاختبار، لتفاوض من أجل السلام وتغرس الأمل وتحدد معالم مستقبل مستدام للجميع.

الحرب الأهلية في سوريا.

بعد عامين من الصراع قتل أكثر من مائة وعشرين ألف شخص وغادر مليونان البلاد فيما ينفد الغذاء والماء لدى الملايين داخل سوريا.

فعلت الأمم المتحدة ووكالاتها كل شيء لمساعدة السوريين على الرغم من التحديات الأمنية واللوجيستية الهائلة.

استغل برنامج الأغذية العالمي، على سبيل المثال، فترات التوقف الوجيزة عن القتال، لإرسال الغذاء إلى المدنيين العالقين.

في أغسطس آب صدم العالم عندما شاهد صور أطفال سوريين قتلوا في هجوم واسع النطاق بالأسلحة الكيميائية.

وبعد شهور من الجمود اتحد مجلس الأمن الدولي أخيرا لتأييد التدمير العاجل لبرنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا، ودعوة جميع الأطراف إلى التفاوض حول حل سياسي للأزمة.

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد أن هذا لا يعني التسامح مع القتل.

"ليس هذا تصريحا بالقتل باستخدام الأسلحة التقليدية. يجب أن يقف العنف وأن تصمت جميع الأسلحة."

صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 بإجماع أعضاء مجلس الأمن في جلسة رفيعة المستوى حضرها عدد من وزراء الخارجية.

ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني حذر من ثقافة الإفلات من العقاب السائدة.

"إن فشل مجلس الأمن في التعامل مع الجرائم المرتكبة بشكل يومي أدى إلى وجود ثقافة للإفلات من العقاب اعتقد في ظلها نظام وحشي أنه قادر على الإفلات بقتل رجاله ونسائه وأطفاله."

السفير السوري بشار الجعفري شدد على ضرورة التزام الدول المجاورة بما جاء في قرار مجلس الأمن.

"على جميع الدول الامتثال لهذا القرار. جميع الدول بما في ذلك البلدان المجاورة لسوريا التي توفر الملجأ وتدعم الإرهابيين والجماعات المسلحة في بلادي."

أنشأت الأمم المتحدة مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعثة مشتركة لتأمين وتدمير الترسانة السورية، وهي عملية تتم على نطاق لم تتم تجربته من قبل.

سيتم شحن المواد الكيميائية السامة إلى خارج سوريا ليتم تدمير الأسلحة، ولكن إيجاد الدولة التي من الممكن أن تستقبل هذه الأسلحة ليس مهمة سهلة على الإطلاق.

قبل بدء مهمتهم الخطرة، استيقظ مفتشو الأسلحة على مفاجأة أبلغهم بهم زميلهم كيران كاري:

"حصلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على جائزة نوبل للسلام، مبروك والآن عودوا إلى مهامكم لأن هناك جداول زمنية ضيقة يتعين الوفاء بها."

الكلمة الرئيسية في أول اجتماع رفيع المستوى تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة حول نزع السلاح النووي ألقاها الرئيس الإيراني حسن روحاني.

"انتظر العالم كثيرا نزع السلاح النووي. إن الحيازة لأجل غير مسمى للأسلحة النووية أمر غير مقبول كما لا يمكن تأجيل القضاء على تلك الأسلحة بشكل كامل."

حث الرئيس الأميركي باراك أوباما على مضاهاة الكلمات بأفعال.

"لكنني أعتقد أنه إذا كان بإمكاننا حل قضية البرنامج النووي الإيراني فسيكون ذلك خطوة كبيرة على طريق طويل باتجاه علاقة مختلفة تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام."

في نوفمبر تشرين الثاني وبعد مفاوضات مطولة توصلت القوى الست وإيران إلى اتفاق أولي يدعو إيران إلى الحد من أنشطتها النووية مقابل تخفيف محدود للعقوبات.

معلم تاريخي آخر كان اعتماد المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة الهادفة إلى الحد من التدفق غير المشروع للأسلحة لأمراء الحرب والمجرمين. وقع على الاتفاقية أكثر من نصف الدول الأعضاء بما في ذلك أكبر الدول المصدرة للأسلحة في العالم وهي الولايات المتحدة.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري:

"يتعلق الأمر بإبقاء الأسلحة بعيدا عن أيادي الإرهابيين والأطراف المارقة. يتعلق الأمر بالحد من مخاطر النقل الدولي للأسلحة التقليدية التي تستخدم لارتكاب أفظع الجرائم في العالم."

أثارت الهجمات الإرهابية من بوسطن إلى نيروبي صدمة وحزن العالم. أدى الخوف من الإرهاب إلى الشعور بعدم الثقة وظهور ذرائع للبرامج واسعة النطاق لمراقبة الإنترنت والهواتف النقالة بما أثر على المواطنين العاديين وقادة العالم.

دعت البرازيل الأمم المتحدة إلى القيام بدور في حماية الخصوصية في الفضاء الإلكتروني كما قالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسوف:

"إن العبث بهذا الشكل في شئون الدول الأخرى هو انتهاك للقانون الدولي وتحد للمبادئ التي يجب أن تسترشد بها العلاقات بين الدول وخاصة الدول الصديقة."

عملية السلام في الشرق الأوسط- الأمين العام بان كي مون عاد من المنطقة متفائلا بجدية الفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف المفاوضات المباشرة.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الأمم المتحدة إلى وقف بناء الاستيطان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية.

"إن الوقت ينفد، إن نافذة السلام تضيق وتتضاءل الفرص. إن الجولة الحالية من المفاوضات ستكون الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام العادل."

التقدم في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

شرد تجدد القتال مائة ألف شخص في مقاطعة كيفو، وتركت الأزمة الراهنة ستة ملايين شخص بحاجة إلى الغذاء والمساعدات.

وافق مجلس الأمن الدولي على تشكيل أول لواء تدخل رادع لتحييد حركة أم 23 سيئة السمعة، وللسماح لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة بالتركيز على حماية المدنيين. وبعد هزيمة متمردي أم 23 استعاد الجيش الكونغولي السيطرة على المنطقة.

سافر أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى غوما لإظهار دعمهم لاتفاق السلام الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.

ومازالت عشرات الجماعات المسلحة الأخرى تطوف بمختلف المناطق.

التقدم السياسي في الصومال- بعد عشرين عاما من الفوضى، وبعد عامين من إجبار حركة الشباب على الخروج من مقديشو جلبت زيادة الأمن والرئيس المنتخب ديمقراطيا مزيدا من الاستقرار لدولة كانت منهارة في السابق.

ولكن مازال هناك بعض التراجع مثل الهجوم الانتحاري الذي نفذته حركة الشباب ضد مجمع الأمم المتحدة في مقديشو والذي أدى إلى مقتل خمسة عشر شخصا.

وقد صدق مجلس الأمن الدولي على زيادة عدد قوة بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام إلى اثنين وعشرين ألف فرد وتوسيع الدعم اللوجيستي لمحاربة التمرد في منطقة القرن الأفريقي.

درب مركز الأمم المتحدة لمكافحة الألغام الشرطة الصومالية على تحديد موقع وتدمير خمسة عشر ألف قنبلة وغيرها من مخلفات الحرب.

تزدهر الآن الأعمال والاستثمارات الأجنبية في مقديشو، وبدأ الصومال مرة أخرى تصدير الماشية رسميا للمرة الأولى منذ عشرين عاما.

التقدم في مالي- أظهر الإقبال الهائل على الانتخابات الرئاسية إرادة الماليين للتحرك إلى الأمام بعد الاحتلال الأخير للشمال.

في يونيو تموز وقعت الحكومة ومتمردو الطوارق اتفاق سلام، وساعدت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للاستقرار في حماية المدنيين في ظل الوضع الأمني الذي مازال متقلبا على الأرض.

في منطقة الساحل الهشة يحتاج الناس إلى السلام والتنمية والوظائف. وقد سافر الأمين العام بان كي مون ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم إلى المنطقة حيث تم التعهد بتقديم استثمارات بمليار وخمسمائة ألف دولار لاستراتيجية الساحل المتكاملة.

الأزمة المنسية في جمهورية أفريقيا الوسطى- الانهيار الكامل للقانون والنظام ترك الملايين محرومين من المساعدات. أرسل الاتحاد الأفريقي بعثة دعم بقيادة أفريقية في أكتوبر تشرين الأول، وتدرس الأمم المتحدة ضم الصفوف مع الاتحاد لعكس اتجاه دوامة النهب والتعذيب والقتل المستهدف والعنف الجنسي.

أنجلينا جولي المبعوثة الخاص للمفوضية السامية لشئون اللاجئين حثت مجلس الأمن الدولي على عدم التسامح إطلاقا مع العنف الجنسي.

"إن الاغتصاب، كأداة للحرب، هو اعتداء على الأمن. إن السلام لا ولن يوجد في العالم الذي تحدث فيه هذه الجرائم."

تحدثت في نفس جلسة مجلس الأمن الدولي أيضا زينب بانغورا الممثلة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات.

"اليوم لا يترتب على اغتصاب المرأة أو الطفل أو الرجل في الصراع أية عواقب إلى حد كبير. ويستخدم العنف الجنسي عبر العصور لأنه سلاح رخيص الثمن ومدمر."

ترفع النساء والفتيات أصواتهن مطالبات بحقوقهن. مالالا يوسف زاي الفتاة الباكستانية التي أطلق عليها أحد أفراد طالبان الرصاص قبل عام بسبب مطالبتها بحقها في الذهاب إلى المدرسة، احتفلت بعيد ميلادها السادس عشر الذي أصبح يطلق عليه اسم (يوم مالالا) بالأمم المتحدة.

"لنجمع كتبنا وأقلامنا فهم أقوى الأسلحة. طفل واحد، مدرس واحد، كتاب واحد، قلم واحد يمكن أن يغيروا العالم."

(مأساة في البحر المتوسط- مئات المهاجرين الأفارقة يلقون حتفهم إثر غرق قاربهم قرب جزيرة لامبدوسا. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو الدول إلى حماية حقوق الإنسان للمهاجرين ووقف الاعتداءات عليهم واستغلالهم.)

التقدم في محاربة الجوع- تمتع عشرون مليون شخص بالاستقرار الغذائي في عام 2013 إلا أن واحدا من بين كل ثمانية أشخاص مازال يواجه الجوع المزمن.

وكل عام، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة، يتم هدر أكثر من مليار طن من الغذاء تقدر قيمته بسبعمائة وخمسين مليار دولار بما يعادل الناتج الإجمالي المحلي لدولة متقدمة.

تم الاحتفال باليوم الدولي الأول للمرحاض في نوفمبر تشرين الثاني للتذكير بأن مليارين وستمائة ألف شخص يحرمون من الصرف الصحي الملائم. عدد الأشخاص القادرين على الحصول على هواتف نقالة يزيد عمن تتوفر لهم دورات المياه.

تحمل حملة الهند لتوفير الصرف الصحي للجميع عنوان "لا مرحاض- لا عروس"

وعن ذلك تقول هذه العروس الهندية.

"عندما قرر والداي بشأن زواجي، تأكدا من أن لدى زوجي مرحاضا في منزله."

حققت نحو ثلث بلدان العالم الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالحد من الفقر والجوع.

وتظهر الآن أجندة التنمية الجديدة لوضع الأهداف المستدامة بالنسبة للبيئة والعدالة الاجتماعية.

أكبر إعصار تم تسجيله على الإطلاق ضرب الفلبين وخلف موتا ودمارا. وفيما دمرت مدن بأكملها، فقد آلاف الناس كل ما امتلكوه، ويحتاج ثلاثة ملايين شخص المأوى.

أقام برنامج الأغذية العالمي قاعدة لوجيستية لنقل الغذاء والإمدادات جوا. وأنشأت منظمة اليونيسيف وغيرها من وكالات الأمم المتحدة مراكز إغاثة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس بشكل عاجل.

ومع وجود الكثير من حالات الطوارئ غير الممولة في العالم تبذل وكالات الإغاثة أقصى جهد للمساعدة.

نجاح صغير- في مؤتمر تغير المناخ في وارسو

"يمكننا إصلاح ذلك، يمكننا وقف هذا الجنون الآن وهنا."

خاضت الدول الغنية والفقيرة الصعاب للتوصل إلى توافق حول كيفية تمويل التعافي من الكوارث المناخية. ويتعين عمل الكثير لتحقيق هدف إبقاء ارتفاع درجات الحرارة العالمية أقل من درجتين مئويتين.

أخبار مؤسفة من جنوب أفريقيا.

الرئيس الأسبق وبطل مناهضة الفصل العنصري نيلسون مانديلا توفي في ديسمبر كانون الأول. إن إرثه يلهم العالم بأسره.

"نشعر بالفخر والاعتزاز لأن بإمكاننا اليوم الوقوف هنا في هذا المكان بالتحديد والتحدث إليكم جميعا يا من تمثلون شعوب العالم."

آنذاك والآن فقط الدول المتحدة هي التي يمكن أن تجد حلولا للمشاكل التي تؤثر عليها جميعا.

"نتحدث دائما عن الأمل. واجبنا هو تحويل الأمل إلى فعل من خلال العمل الشاق والالتزام والمهارة والنزاهة. من خلال الحماس، والأهم التراحم يمكننا بناء مستقبل تريده شعوبكم ويبتغيه عالمنا."