أكدت هيلدا جونسون رئيسة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على ضرورة تمسك السودانيين الجنوبيين بالوحدة لتخرج بلادهم من الأزمة التي تشهدها منذ منتصف الشهر بسبب القتال وأعمال العنف. المزيد في التقرير التالي.

عبر دائرة تليفزيونية من عاصمة جنوب السودان جوبا تحدثت هيلدا جونسون الممثلة الخاصة للأمين العام للصحفيين مؤكدة على رسالة واضحة مفادها أن الأمم المتحدة لن تتخلى عن جنوب السودان.

وقالت إن البعثة الدولية المعروفة باسم (أونميس) موجودة في البلاد لتبقى وتوفر الحماية للمدنيين، مشيرة إلى احتماء نحو خمسين ألف مدني في قواعد البعثة ومجمعاتها في مختلف المناطق ومنها جوبا وبنتيو وبور.

"إن الأيام الأحد عشر الأخيرة كانت عصيبة جدا لجنوب السودان ومواطني هذا البلد الوليد، ما حدث خلال الأسبوع الماضي أعاد للكثيرين منهم كوابيس الماضي. إن الأمة التي قامت بعناء بعد عقود من الصراع تقف على المحك، وبالنسبة لنا يتمثل أحد أهم الأمور في إنهاء تلك الكوابيس. لذا أدعو القادة السياسيين في جنوب السودان إلى إصدار الأوامر لقواتهم لإلقاء أسلحتها وإتاحة الفرصة أمام السلام بشكل عاجل." 

وقد زار الرئيس الكيني ورئيس الوزراء الإثيوبي جوبا يوم الخميس، كما يعمل رؤساء المنظمة الأفريقية الدولية الحكومية للتنمية (إيقاد) مع الطرفين اللذين اندلعت الاشتباكات بينهما في منتصف الشهر بعد محاولة الانقلاب المزعومة على الرئيس سالفا كير من نائبه آنذاك ريك مشار.

وأبدت هيلدا جونسون دعم بعثة الأمم المتحدة لجهود الدول المجاورة لجنوب السودان من أجل مساعدة البلاد في إيجاد حل سياسي للأزمة.

وشددت جونسون على ضرورة تعزيز إمكانيات بعثة الأمم المتحدة كي تتمكن من مواصلة تنفيذ ولايتها لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية، مرحبة بصدور قرار مجلس الأمن الدولي بشأن زيادة عدد قوات البعثة بخمسة آلاف وخمسمائة فرد وتوفير مزيد من الطائرات المروحية والإمكانيات لها.

"في الوقت الراهن تعمل القوات العسكرية للبعثة بأكثر من قدرتها للوفاء بالتزاماتها في مجال حماية المدنيين في معسكراتنا وضمان سلامتهم، كما نقوم بتيسير الدوريات ليلا وصباحا في أحياء جوبا لمحاولة توفير بيئة آمنة كي يتمكنوا من العودة إلى ديارهم. ونقوم بتعزيز مجمعات البعثة لحماية المدنيين وأفراد البعثة."

وذكرت رئيسة البعثة أن قوات حفظ السلام تلقت تعليمات باستخدام القوة عندما يتعرض المدنيون لخطر وشيك وفي إطار قدراتها.

وتطرقت جونسون، في المؤتمر الصحفي، إلى ما أفيد عن وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان منها تنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء والاعتقالات التعسفية والعثور على مقابر جماعية.

وشددت على ضرورة محاسبة جميع المسئولين عن تلك الانتهاكات، وأشارت إلى تصريحات الرئيس سالفا كير بشأن اعتقال أي طرف يتورط في ارتكاب الفظائع وأعربت عن تطلعها بأن يعقب الفعل ذلك الحديث.

"إن تنوع هذه الأمة يجب ألا يكون قوة للانقسام، بل يجب أن يكون عامل قوة ومصدر وحدة في عملية بناء الدولة. إن الوحدة اليوم بين السودانيين الجنوبيين أهم من أي وقت مضى، ومن المهم أن يقوم القادة وجميع القوى السياسية والمجتمعات بوضع هوياتهم باعتبارهم سودانيين جنوبيين أولا قبل هوياتهم كأعضاء مجتمع معين. وبذلك يمكن أن يتحرك جنوب السودان قدما، بعيدا عن العنف والصراع إلى المسار السلمي."

وأعربت رئيسة بعثة الأمم المتحدة عن الأمل في أن تتلقى البعثة التعزيزات الضرورية في غضون ثمان وأربعين ساعة، وقالت إن نطاق الأزمة يمثل تحديا لقدرات البعثة المستنفدة.