منظور عالمي قصص إنسانية

اللاجئون السوريون وقصة أخرى خلال الشتاء القارس

اللاجئون السوريون وقصة أخرى خلال الشتاء القارس

تنزيل

في التقرير التالي نتطرق إلى قصة أخرى من قصص اللاجئين السوريين ومآسيهم، ولكن هذه المرة مع العاصفة اليكسا:

في مدينة عرسال اللبنانية، عانى أغلب اللاجئين السوريين من أوضاع صعبة جراء العاصفة اليكسا التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط، وزادت من معاناة أهل المنطقة الذين يفتقرون إلى المقومات التي تمكنهم من مواجهة الشتاء.

وتعرض اللاجئون بعرسال في البقاع اللبناني، إلى مشاكل عديدة خلال العاصفة، حيث سقطت بعض الخيام فوق رؤوس ساكنيها منذ بداية العاصفة، دون نسيان حرمانهم من مواد للتدفئة والوقود، مما وضعهم في وضع صعب للغاية.

وتقول لنا دانا سليمان من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين:

"إذا، عاصفة اليكسا تسلط الضوء على موسم الشتاء المقبل وسيواجه اللاجئون صعوبة خاصة في المناطق المرتفعة مثل عرسال، وهناك أكثر من مئة ألف لاجئ يعيشون في خيام مهلهلة  ليست مجهزة لمواجهة هذا النوع من الطقس. ما نقوم به هو توزيع أعمدة خشبية، ومعدات  لحماية اللاجئين وخصوصا أولئك الذين يعيشون في خيام للحماية من الشتاء وتوفير بعض الدفء في هذا الطقس ".

ووفقا للاحصاءات، يبلغ عدد سكان المدينة حوالي خمسة وثلاثين ألف شخص، انضم اليهم منذ بدء الأزمة في سوريا في منتصف مارس 2011، أكثر من خمسة وعشرين ألف سوري.

اللاجئون السوريون تركوا كل شيء في بلادهم وفروا من الحرب، منهم من ترك أهله وأحبته، كما تقول دليل، وهي سيدة في مقتبل العمر، جاءت من مدينة القصير السورية قبل شهرين، تاركة وراءها زوجها،  وبصحبة أبنتها الصغيرة وفي رحمها وليدتهاالتي انجبتها لاحقا في عرسال: 

"من شهرين خرجت من سوريا ولا أعرف شيئا عن زوجي. ولا أعرف اذا كان يعرف مكاننا أو لا. انجبت ابنتي الصغيرة ولم يكن موجودا ولا أعرف إذا كان يعرف أو لا".

العاصفة الثلجية اليكسا كشفت حجم مأساة السوريين في الدول المجاورة،  وتتوقع الأمم المتحدة أن يحتاج ما يقارب ثلاثة أرباع السوريين إلى المساعدة في عام 2014.

دليل تعيش كما يعيش معظم اللاجئين، يفكرون في توفير الضروريات للعيش، على أمل أن يتم جمع الشمل قريبا.

" كل النهار نتأمل أن نرجع إلى ضيعتنا ونحن نعيش على هذا الأمل كل النهار واتمنى أن أرجع إلى ضيعتنا ويرى الأولاد أباهم ويعيشوا معه".

الأمم المتحدة ممثلة بوكالاتها الإنسانية تعمل على مدار الساعة على مساعدة اللاجئين السوريين، سواء في لبنان أو الأردن أو العراق أو تركيا، ولكن الأزمة هائلة، والتمويل قليل.

وقد أطلقت الأمم المتحدة في السادس عشر من الشهر الجاري، أكبر نداء انساني من نوعه لعام 2014، خصصت منه ستة مليارات وخمسمائة مليون دولار، لدعم النازحين السوريين داخل البلاد واللاجئين الذين فروا إلى الدول المجاورة بحثا عن الأمان، في أكبر نداء تطلقه الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية، من أجل دولة واحدة.