منظور عالمي قصص إنسانية

توقف محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة عن العمل والأونروا تدعو جميع الأطراف لإيجاد حل لهذه المشكلة التي تزيد معاناة المواطنين

توقف محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة عن العمل والأونروا تدعو جميع الأطراف لإيجاد حل لهذه المشكلة التي تزيد معاناة المواطنين

تنزيل

قال فتحي الشيخ خليل نائب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية في غزة إن المحطة تم إيقافها صباح الجمعة بسبب نفاد الوقود الصناعي اللازم لتشغيلها .مشيرا إلى أن الحصارالإسرائيلي هو أحد أهم الأسباب التي أدت إلى توقف المحطة عن العمل. وقال:

"السبب الرئيس لتوقف المحطة هو الحصار المفروض على قطاع غزة لأنه لم نستطع سابقا إلا شراء الوقود عبر الحدود المصرية، وبعد إغلاق الحدود، توجهنا إلى الضفة الغربية، ما أدى إلى فرض ضرائب تفوق قدرتنا على الشراء، فتوقف الشراء إضافة إلى أنه توجد كميات من الوقود القطري موجودة في مصر ولانستطيع الحصول عليها بسبب وجود ما يسمى إجراءات أمنية في مصر تمنعنا من الحصول على هذا الوقود".

وحول تأثير انقطاع التيار الكهربائي على كافة مناحي الحياة الإنسانية في غزة، يقول الشيخ خليل:

"توقف المحطة يؤثر في الوضع الإنساني بشكل كبير وبجميع مناحي الحياة في غزة. يؤثر على إمدادات المياه ومحطات الصرف الصحي في غزة، ويؤثر على المستشفيات والمخابز وكل القطاعات الخدماتية التي تتعلق بحياة السكان في قطاع غزة".

وناشد الشيخ خليل الجهات الدولية والأمم المتحدة التدخل العاجل لتوفير الوقود وحل الازمة محذرا من كارثة إنسانية حقيقية. وقال:

"المطلوب من الأمم المتحدة أن تضغط على الجهات المانحة التي كانت تمول برنامج لإمداد محطة الكهرباء بالوقود، أن تمارس عليها بعض الضغوط حتى تعيد تشغيل هذا البرنامج حتى يتمكن المسئولون في غزة من إعادة ترتيب أوضاعهم".

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيي، الأونروا، تقول إن إنقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل له نتائج خطيرة على الوضع الإنساني الذي يعاني اصلا من تدهور حاد وتراجع كبير جراء الحصار المفروض على قطاع غزة. هذا ما أخبرنا به عدنان أبو حسنة المستشار الاعلامي للاونروا، وقال

"التوقف الكامل لمحطة كهرباء غزة سيكون له نتائج خطيرة على الوضع الإنساني في القطاع الذي يعاني أصلا من أضرار جسيمة تتعلق بمحطات الصرف الصحي وتزويد المنازل بالمياه وتتعلق بالمشافي وبكافة مناحي الحياة، على جميع الأطراف التحرك لإيجاد حل لهذه المشكلة لأن غزة المدمرة والمحاصرة استمرارها بهذه الطريقة سيزيد من معاناة الناس بطريقة غير مسبوقة".

وحول دور الأونروا في التخفيف من الأزمة الطاحنة التي يشهدها قطاع غزة وما إذا كانت ستقوم بتزويد الوقود لمحطة الكهرباء قال أبو حسنة:  

"نحن نعاني من عجز كبير في الميزانيات وما يدخل لنا من وقود يدخل لمنشآت وعربات الأونروا. لا يوجد لدينا حاليا إمكانية لتزويد القطاعات المختلفة في غزة بالوقود، كنا نفعل ذلك عام 2009 عندما كان برنامج الطوارئ لديه الكثير من الأموال لكن هذا البرنامج يعاني من عجز كبير لذلك ليس لدينا إمكانية مادية للمساهمة في حل هذه المشكلة".

قرار وقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل أصاب المواطنين الفلسطينيين بالصدمة والإحباط لما له من تاثيرات سلبية خطيرة على كافة مناحي وتفاصيل حياتهم اليومية. المواطن حكمت أبلغ إذاعة الأمم المتحدة بأن وقف التيار الكهربائي يعني ضربة قاصمة لكافة مناحي وتفاصيل الحياة البسيطة للمواطنين الفلسطينين. وقال:

"نحن نعتمد على الكهرباء بشكل أساسي، هذا بالتأكيد سيؤثر على عملنا، كيف سنشتغل، الثلاجات واللحوم ستتلف، لن نشاهد التلفاز، ولن نسمع اخبار. خزانات المياه التي نعتمد في تعبئتها على الكهرباء، لن نستطيع تعبئتها، هذا سيحول حياتنا كثيرا وستصاب حياتنا بالشلل الكبير".

وحول تأثير قطع التيار الكهربائي على الطلبة الفلسطينيين ومسيرتهم التعليمية وقدرتهم على التحصيل الدراسي تقول الطالبة ريم:

"كثير زعلت وانصدمت لأننا في مرحلة دراسية صعبة جدا، انقطاع الكهرباء سيؤثر سلبيا علينا وعلى دراستنا، لن نستطيع الدراسة، أنا استغل فترة الليل ونوم إخوتي الصغار للدراسة، ولكن اليوم ومع انقطاع التيار الكهربائي ليلا ونهارا لن نستطيع الدراسة، وستتأثر حياتنا بشكل سلبي كبير".

انقطاع التيار الكهربائي مأساة قديمة تتجدد باستمرار لتزيد من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر ولتشكل مزيدا من الضغوط غير المحتملة والتي تتطلب من الجميع التدخل بسرعة لإنقاذ الوضع الإنساني وحياة ما يقارب المليوني إنشان تواقين لحياة بسيطة توفر لهم ولأولادهم الأمل في مستقبل أفضل.

علا ياسين / اذاعة الامم المتحدة / قطاع غزة