منظور عالمي قصص إنسانية

ردود فعل غاضبة على قرار الأونروا بتقليص المساعدات الغذائية لأسر في غزة

ردود فعل غاضبة على قرار الأونروا بتقليص المساعدات الغذائية لأسر في غزة

تنزيل

أثارت القرارات الجديدة التي أعلنتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مؤخرا والتي تتعلق بتقليص المساعدات الغذائية لأكثر من تسعة آلاف وخمسمائة عائلة لاجئة في قطاع غزة الكثير من التساؤلات والغضب لدى العائلات الفلسطينية التي استهدفها التقليص في ظل التدهور الكبير في الأوضاع المعيشية واشتداد الحصار على قطاع غزة.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

الأونروا تقول إن إجراءاتها تتعلق بنتائج مسح الفقر الذي أجرته على مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين لضمان  عدالة وتصحيح أوضاعهم والتي لم يجر البحث عليها منذ سنوات طويلة.

هذا ما أخبرنا به عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا:

" المساعدات الغذائية ستتوقف عن حوالي تسعة آلاف وخمسمائة وثمان وخمسين أسرة، ولكن بالمقابل تمت إضافة حوالي خمسة آلاف وأربعمائة وثلاثين أسرة جديدة هذه ستستفيد من المساعدات، وتم أيضا زيادة كمية المساعدات لحوالي أربعة آلاف أسرة كانت تتسلم مساعدات ولكن ثبت من المسح الجديد أن هذه الأسر تحتاج إلى مساعدات أكثر وفي نفس الوقت هناك ألف وثلاثمائة وسبع وعشرون أسرة سيتم تقليص المساعدات التي تتسلمها دون أن يتم وقف هذه المساعدات"

وأضاف أبو حسنة أن مسح الفقر الذي نفذته الأونروا لا يتعلق بتمويل هذا البرنامج وإنما يستهدف الوصول إلى الفئات المستحقة فعلا للمساعدة، خاصة في ظل وجود بعض التحولات الاجتماعية في مستوى حياة السكان في قطاع غزة خلال السنوات الماضية.

اللاجئون الذين طالهم وقف المساعدات الغذائية عبروا عن غضبهم لقرارات الأونروا مؤكدين أنها ليست  المرة الأولى التي تتخذ خلالها تلك المنظمة قرارات وصفوها بأنها جائرة بحقهم بعد أن أوقفت المساعدات النقدية المقدمة لأكثر من مائة ألف شخص قبل عدة شهور.

الحاجة اللاجئة أم محمد النعامي، انهارت باكية وهي تصف أحوال ابنها المريض بالشلل الذي اتخذ قرارا خطيرا بحرق نفسه بعد أن سمع بقرار الاونروا وقف المساعدات النقدية وتقول:

" والله الولد أقسم أن يحرق نفسه أمام المكتب، مفيش شئ، مفيش يركبوا أو يمشوا أو يأكلوا والأب مدمر، المساعدات قطعت والأسرة 12 فردا في مراحل التعليمال ثانوي والابتدائي والإعدادي، حلوا مشكلتنا حتى لا نخسر أبناءنا ، منهم من يريد حرق نفسه ومنهم من يريد أن يرمي نفسه من فوق السلك الفاصل"

أم حسن لاجئة فلسطينية أخرى، وأم لستة أطفال، أعربت عن صدمتها لقرار الأونروا مشيرة إلى أن أوضاعها ستزداد سوءا ومأساوية .. وقالت:

" كل شئ منعوه عنا، حتى الأكل والشرب يمنعوه عنا، كل الدنيا صارت دمار حتى الوكالة لا ترحمنا، قليلا قليلا تقلص المساعدات، قلصت مساعدات الأطفال في المدارس، الوجبة منعوها عنهم ومنعوا القرطاسية، من أين سنحصل على هذه الأشياء، إذا الوكالة رفعت يدها فلم يبق في الدنيا خير، الموت أشرف من هذه الحياة"

من جانبه استنكر الدكتور سمير مدللة، مدير مركز اللاجئين للتنمية المجتمعية، قرارات الأونروا بوقف المساعدات الغذائية عن عدة آلاف من العائلات الفلسطينية اللاجئة، معتبرا هذا القرار بأنه تواصل للسياسة التي اتبعتها الأونرا في الفترة الأخيرة لتقليص وقطع المساعدات بدلا من زيادتها. وقال:

"هذا الهدف منه إحالة خدمات الأونروا للدول العربية المضيفة والسلطة والتخلي عن اللاجئين وهذا يتنافى مع الوضع الاقتصادي القائم في غزة في ظل أن نسبة الفقر والفقر المدقع بلغت 60 في المائة، ونسبة البطالة تقارب حوالي 30 في المائة، ونسبة نمو سنوي ما يقارب 4 في المائة في غزة، وبالتالي على الوكالة أن تزيد خدماتها على اعتبار أن قطاع غزة محاصر ومر بحربين خلال الأعوام الماضية، هذا يتطلب زيادة الخدمات الصحية والاجتماعية والمساعدات الإنسانية وليس التخفيض الذي تقوم به بين كل فترة وأخرى"

وأضاف مدللة أنهم سيقومون بإجراءات تصعيدية كالإضرابات والاعتصامات حتى تعود الأونروا عن قرارها خاصة أن الأوضاع المعيشية في غزة متدهورة وفئات جديدة تنضم إلى خط الفقر في ظل اشتداد الحصار وارتفاع نسبة الفقر والبطالة.

اشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة وما يصاحبه من انهيارات مختلفة في مستوى معيشة سكانه واللاجئين بالذات يفرض على المنظمات الدولية التحرك بصورة إيجابية لتلافي التقليصات التي أعلنتها الأونروا في الفترة الأخيرة حتى لا تشكل عبئا إضافيا غير محتمل على عاتق مجتمع تعتمد غالبيته على المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمات الأمم المتحدة والدول المانحة.

علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة