منظور عالمي قصص إنسانية

عاملة إنسانية في هايتي تتحدث عن الصعوبات التي تواجهها والأمل الذي تبعثه في قلوب المتضررين

عاملة إنسانية في هايتي تتحدث عن الصعوبات التي تواجهها والأمل الذي تبعثه في قلوب المتضررين

تنزيل

ماغدالا ميشيل جان بيار، إحدى العاملات في المجال الإنساني بهايتي، تتحدث في التقرير التالي عن التحديات، ولكن أيضا المكافآت التي يتميز بها عملها في الجزيرة التي مازالت تعاني منذ الزلازال الكبير الذي ضربها عام 2010.

هناك اجتماع في مخيم "قرية غريس" في كارفور، وهي ضاحية من ضواحي العاصة الهايتية بورت أو برنس. سكان المخيم وممثلو منظمة "موفكا" أو حركة نساء  كارفور، يتجمعون.

وتشرح حركة "موفكا" عملية النقل التي نظمتها للسكان المخيم بالتعاون مع مؤسسة "كير هايتي" وبدعم من عمدة كارفور.

فسكان المخيم يعيشون فيه منذ وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في كانون الثاني/يناير عام 2010، كما تقول إحدى المستفيدات من هذه العملية تيريز سانت بريو:

"تصلح "موفكا" بيتي. وفي غضون شهرين، سأغادر هذا المخيم. وأود أن أشكر العاملين بـ "موفكا" الذين جاهدوا لإخراجنا من هذا البؤس. "موفكا" هي المنظمة الوحيدة التي ترافقنا."

لماغدالا ميشيل جان بيار، رئيسة "موفكا"، وعمال الإغاثة، يعتبر نقل النازحين داخليا من الأولويات، خصوصا وأن موسم الأعاصير على الأبواب وسيم إجلاء معظم السكان إلى ملاجئ في المدارس القريبة .

ويبلغ عدد المشردين داخليا في هايتي حاليا 280،000 شخص، ويواجهون جميعا نفس المشاكل تقريبا وهي  سوء الأحوال الصحية بوجود الكوليرا، بالإضافة إلى انعدام الأمن.

ماغدالا ميشيل جان بيار:

"يمكننا القول إن الوضع الإنساني أمر حساس جدا الآن، إذ إن العديد من المنظمات الدولية التي كانت تعمل في مخيمات، غادرت. في حين أن هذه المخيمات تواجه العديد من المشاكل، بما فيها سوء الصرف الصحي، وانعدام الأمن الغذائي. ليس هناك مياه صالحة للشرب في المخيم، لذلك فالناس الذين يعيشون هنا يواجهون حقا مشاكل كبيرة."

وبالإضافة إلى ذلك، بدأ أصحاب المخيم بتهديد سكانه بالقيام بعمليات إخلاء قسري لأنهم يريدون استرجاع ممتلكاتهم . وفي الوقت نفسه، تتفاوض موفكا مع أصحاب الأرض للتحقق إذا كان هناك فعلا سكان لا يزالوا يعيشون في المخيم، قبل تدمير الخيام المتبقية.

وللنازحين المتبقين في المخيم والبالغ عددهم 320 شخصا، تعتبر هذه العملية أول برنامج لإصلاح الأضرار وإعادة التوطين. ماغدالا ميشيل جان بيار:

"أولئك أصحاب العقارات يستفيدون منا لإصلاح منازلهم. لذا فعليهم تأجير منازلهم لمدة عام لسكان المخيم في المقابل. هذا إذا كانوا يعيشون في المنزل. أما إذا كان المنزل فارغا، فعلى أصحابه تأجيره لمدة سنتين. لا يدفع النازحون أي شيء، نحن نتكفل بهم تدريجيا إلى أن يتمكنوا من دفع الإيجار بأنفسهم."

مغدالا متزوجة وأم لأربعة أطفال. وهي تعمل في المجال الإنساني منذ 16 عاما، وقد أسست حركة نساء  كارفور أو "موفكا" في عام 1995 . وهي منخرطة بشكل خاص في القضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة في حي كارفور الذي تعيش فيه مع أسرتها.

في عام 2007، تلقت مغدالا جائزة "جونيور إنترناشينل تشيمبر هايتي" و" لوحة شرف مدينة كارفور" وذلك للتزامها بالقضايا الإنسانية:

"لدي شعور خاص تجاه الأنشطة الإنسانية. بينما أقوم بذلك، أرى الحاجة إلى الاستجابة للمشكلة بدلا من كسب المال. ولدينا أيضا متطوعون شباب يساعدوننا في المدرسة. ونقوم بدورنا بتدريبهم وتثقيفهم.  كما لدينا أيضا متطوعون أجانب، ولكن التدريب الحقيقي موكل للمواطنين المحليين."

في عام 2008 ، أسست مغدالا مدرسة لكنها دمرت خلال زلزال 2010 وتم نقل الفصول الدراسية إلى مقر موفكا. وقد رأت مغدالا أن أداء الطلاب قد انخفض منذ توقف برنامج الأغذية العالمي عن تقديم الوجبات الساخنة، كما اضطرت هي إلى لإغلاق المدرسة في يناير 2013 بسبب نقص التمويل:

"الآن وقد رحلت كل المنظمات الدولية، يقع العبء الإنساني على المنظمات المحلية، ونحن نواجه مشاكل خطيرة في جمع الأموال لأنشطتنا. لدينا احتياجات ولكن من الصعب أن نجد الموارد الكافية. فلولا مساهماتنا أو الأنشطة المقترحة من قبل الجهات المانحة لدينا، يمكننا بالكاد فعل أي شيء."

بالرغم من ذلك لا تشعر مغدالا بالإحباط. وقالت إنها ستستمر في القيام بأنشطتها الإنسانية مع القليل من التمويل الذي بحوزتها من أجل الاستفادة منه إلى أقصى حد.