منظور عالمي قصص إنسانية

بدء العام الدراسي في ظل ظروف غير مسبوقة بقطاع غزة

بدء العام الدراسي في ظل ظروف غير مسبوقة بقطاع غزة

تنزيل

في ظل ظروف استثنائية وحصار متواصل انطلق يوم الأحد العام الدراسي الجديد في مدارس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"  حيث توجه أكثر من مئتين وثلاثة وثلاثين ألف طالب وطالبة إلى المئات من مدارس الوكالة المنتشرة في مخيمات القطاع الثمانية.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

العام الجديد يبدأ في ظل ظروف معيشية قاسية وبطالة غير مسبوقة وركود اقتصادي كبير عكس نفسه على مجمل تفاصيل الحياة اليومية في غزة بما فيها قطاع التعليم الذي يعتبر اللبنة الأساسية في طموحات اللاجئين الفلسطينيين في القطاع.

عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا يؤكد أنه رغم عمليات البناء المستمرة التي تنفذها الأونروا لمدارس جديدة إلا أن غالبية المدارس لا تزال تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية رغم الانخفاض النسبي في عددها لهذا العام، وأضاف:

"هذا العام هو العدد الأكبر من الطلبة، حوالي 233 ألف طالب جديد في مدارس الأونروا في المرحلة الابتدائية والإعدادية بزيادة ثمانية آلاف طالب عن العام الماضي، سنوظف حوالي ثلاثمائة مدرس جديد في مدارس الأونروا، افتتحنا خلال الفصل الثاني من العام الماضي وحتى بداية هذا العام حوالي 24 مدرسة جديدة ولكن لا يزال هناك اكتظاظ ونحن حتى اللحظة نستأجر أربع مدارس حكومية، نأمل في بناء 100 مدرسة حتى نهاية عام 2015 حسب الخطة التي وضعتها الأونروا من أجل استيعاب هؤلاء الطلبة"

عبد الرحيم ماضي، مدير مدرسة  الزيتون الإعدادية تحدث لإذاعة الأمم المتحدة عن التحضيرات واستعداد المدرسة لاستقبال أكثر من ألف طالب في مدينة غزة، مشيرا إلى أنه رغم الظروف الصعبة إلا أن مدرسته أكلمت استعداداتها لاستيعاب هؤلاء الطلاب من مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية .. وقال:

"عدد طلاب المدرسة، ألف ومائتان وسبعة وأربعون طالبا ، ويوجد 31 شعبة،و خمسون معلما، تم تسليم معظم كتب طلاب الصف السادس والسابع والثامن للفصل الأول، وهذا يمثل إنجازا كبيرا جدا، وفر لنا التعليم الكتب من البارحة، لم نطلب القرطاسية من الطلاب مراعاة لأوضاعهم، سنطلب من الطلبة الحد الأدنى من القرطاسية وسننتظر أن تزودنا الأونروا بما يلزمنا من القرطاسية"

من جانبه أثني رئيس مجلس أولياء الأمور، محمد عزام،  على استعدادات الأونروا لاستيعاب مئات آلاف الطلاب لهذا العام، مشيرا إلى أنه وبقية أولياء الأمور يتابعون باستمرار علاقة المدرسة بأبنائهم وتطور المناهج والتعليم والتربية دون انقطاع وقال:

"من ضمن مهامنا أننا نتابع المدرسة من ناحية نظافتها بشكل عام، نتابع المشاكل الخارجية ونحاول أن نحل هذه المشاكل، ونتابع أنشطة المدرسة السنوية، نحاول كأولياء أمور أن نحصل على أنشطة مميزة كدروس التقوية للطلبة."

اليوم الدراسي الأول كان يوما احتفاليا بامتياز، عكس نفسه من خلال الفرح والبهجة في وجوه مئات الأطفال، الذين عبروا عن سعادتهم باستلام الكتب الدراسية والبدء الفوري بالدراسة.

الطالب محمود المدهون تحدث لإذاعة الأمم المتحدة عن يومه الدراسي الأول وقال:

" في اليوم الأول كنا مبسوطين ومستعدين للمدرسة واستقبلنا المعلمون بالترحيب، ووزعوا علينا الكتب والقرطاسية وساعدونا في تحضير الدروس، مرتاحون بالفصل، عددنا حوالي 36 طالبا ومرتاحون الحمد لله"

وعن أثر الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في تلبية احتياجات الطلاب الفقراء في غزة، يقول الطالب سعيد أحمد لإذاعة الأمم المتحدة:

" سلمونا الدفاتر والكتب المدرسية، ولكن لم يسلمونا أقلاما ومحايات ومساطر "قرطاسية" وعائلتي لا تملك المال لشراء تلك المستلزمات، وأنا اذهب إلى المدرسة بدون حقيبة، أذهب بالكيس، الوضع سيء"

مئات الآلاف من الطلاب يشقون طريقهم معلنين بدء عام دراسي جديد رغم الظروف القاهرة والحصار المتواصل ليشكلوا نموذجا فذا في تشكيل حلم الفلسطينيين لتحقيق طموحاتهم بتعليم أفضل ومستقبل واعد.

علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة