منظور عالمي قصص إنسانية

في الذكرى الثامنة والستين لهيروشيما وناكازاغي إحدى الناجيات تسرد قصتها

في الذكرى الثامنة والستين لهيروشيما وناكازاغي إحدى الناجيات تسرد قصتها

تنزيل

تحيي الأمم المتحدة اليوم الذكرى الثامنة والستين لإلقاء القنابل الذرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي من أجل تذكير العالم بالمآسي التي قد تنجم عن استعمال السلاح النووي ودفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ التدبير المناسبة للقضاء عليه. فيما يلي قصة إحدى الناجيات اليابانيات من هذه المأساة.

قبل ثمانية وستين عاما ألقيت قنابل نووية على المدينتين اليابانيتين هيروشيما وناغازاكي، مما تسبب في موت ودمار لا يوصف. الذكرى السنوية هذا الأسبوع هي تذكير قوي بأهوال الأسلحة النووية.

ساشيكو ماتسو كانت تبلغ من العمر خمس سنوات عندما دمرت القنبلة الذرية المسماة "BOY FAT" منزلها في ناغازاكي في 9 آب عام 1945. كانت عائلتها تختبئ في التلال على مشارف المدن، حيث بنوا كوخا بدائيا:

"فجأة، ومض ضوء أصفر/ أبيض، قوي جدا، في السماء. عندما رأيته يلمع، تسألت في نفسي "ما هو هذا الضوء؟، لم أكن قد رأيت مثل هذا الضوء من قبل. ثم أدركت أنني أقف على تربة عارية لا يكسوها أي شيء، ولا حتى العشب. في تلك اللحظة لم يكن لدي أدنى فكرة عما كان يحدث."

كانت محظوظة ساشيكو بما فيه الكفاية لقدرتها على السير في حين أن آخرين دفنوا تحت الأنقاض، غير قادرين على مساعدة أنفسهم. وتقول ساشيكو إنها كانت تسمعهم يستغيثون، وتأذى كثيرون بمن فيهم والدتها وأخوها الصغير. وأحترقت بنت وابن أحد أقاربها بشكل كبير. كما أن أختها التي كانت على بعد سبعمئة ميل فقط، دفنت تحت أنقاض المنزل، حتى أنها لم تستطع الصراخ لطلب النجدة. وعندما وجدوها، كانت كل ما تبقى منها رماد أبيض:

 "الكثيرون من الناس داخل الملاجئ كانوا يعانون دون أي وسيلة لتلقي العلاج. كانوا فقط ينتظرون الموت. أما والدي الذي حصل على بعض المساعدة الطبية، فلم ينجَُ. إذ تساقط شعر رأسه على الفور، وارتفعت درجة حرارته وأصيب بالإسهال وظهرت بقع على جلده. عندما كانت تظهر هذه العلامات على أحد، كان يموت. في النهاية، خسرنا والدي واثنين من أشقائي واختي الكبرى وزوجة أحد أشقائي واثنين من عماتي، أي ما مجموعه سبعة أشخاص."

"قصف هيروشيما وناغازاكي هو تذكير بأهوال الأسلحة النووية"، هذا ما أفاد به الدكتور لاسينا زيربو، الأمين التنفيذي لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، قائلا إنه من خلال التجارب النووية، يمكن للبلدان أن تطور أسلحة نووية أكثر قوة، مشيرا إلى أن  معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية تجعل من الصعب على البلدان المضي قدما في هذا المسعى، وأن الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد لتنفيذ هذه المعاهدة".

ولكن لساشيكو وأمثلها الذين شهدوا ويلات القنبلة الذرية، تخليص العالم منها هو الحل الوحيد:

"في البداية لم نكن نعرف ما الذي كان يضيئ وما الذي ألقي علينا. ولكن بعد أن أدركنا أنها قنبلة ذرية، نحن لا نريد حقا استخدامها مرة أخرى، ونتمنى أن تحل مشكلة السلاح النووي في أقرب وقت ممكن. إنها ليست مهمة سهلة، لذلك أعتقد أن سرد قصتنا لا يزال ضروريا."

ساشيكو كانت سعيدة في البداية لبقائها على قيد الحياة، ولكن بما أنها تعرضت للإشعاع، فهي تشعر الآن بقلق عميق خاصة وأن مضار الأشعاع قد ينقل إلى أولادها وأحفادها من بعدها.