منظور عالمي قصص إنسانية

كافا وعائلته عينة من اللاجئين السوريين الذين التجأوا إلى مخيم دوميز بالعراق

كافا وعائلته عينة من اللاجئين السوريين الذين التجأوا إلى مخيم دوميز بالعراق

تنزيل

إنه الصباح الباكر في مخيم دوميز بشمال العراق. المزيد من اللاجئين السوريين يصلون حاملين معهم صدمات الحرب.

هذا مشهد شائع جدا، يرفع عدد اللاجئين السوريين المنتشرين في أنحاء المنطقة إلى أكثر من مليون شخص.

وصل الكافا وعائلته إلى المخيم تحت جنح الليل. مهددون وخائفون بعد أن أمضت العائلة سنة في الانتقال من مدينة إلى أخرى داخل سوريا. ولكن مع تفاقم الحرب، هربوا إلى شمال العراق.

"هي مخاطرة.. يجب أن تخاطر بحياتك.. أن تتنقل بين الرصاص. الوضع مزري في كل مكان من حولنا. أن هربت بما أن عليه."

وفي صباح اليوم الأول بالمخيم، يسجل القادمون لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. ولكن التحدي الأكبر للأسر الجديدة، هو إيجاد مكان للسكن. فمخيم دوميز قد أنشئ لاستيعاب 10،000 لاجئ. ولكنه يعاني الآن للتكيف مع تدفق اللاجئين الذين فاق عددهم 35،000 في غضون عام.

لكن كافا أعطيَ الأولوية. فبدعم من دائرة المساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية، قامت وكالة اللاجئين بالفعل بتوزيع الخيام على 67،000 لاجئ سوري في أنحاء العراق. ولكن الاحتياجات تتزايد..

فيصل صادق، من منظمة غير حكومية سويدية:

"ساعدنا عائلة كافا لأننا أدركنا أن لديها احتياجات خاصة. فساقا الأب مبتورتان والأم تعاني أيضا من إعاقة. كما أن لديهما طفلين. لقد أدركت الحكومة والمفوضية أنها حالة خاصة. لحسن الحظ، كنا قادرين على مساعدتهم. هناك حالات كثيرة مثل هذه في المخيم."

هناك خيمة لكافا وعائلته. وها هم يعاينون كيف تنصب خيمتهم الجديدة مرحلة بمرحلة. وبعد شهور عديدة دون منزل، يعتبر الحصول على خيمة لحظة فرح حقيقي. فماذا تقول زوجة كافا:

"عندما وصلنا في الصباح، كانت مأساة.. وكنت أقول الأفضل أن أعود إلى سوريا وأموت هناك لأنني لا أملك منزلا هنا ولا أعرف أحدا. عندما تعرفت عليكم وتكلمت معكم. والحمد لله سارت الأمور كما يجب. أدعو الله أن يوفقكم. شعوري لا يوصف، فأولادي معي وزوجي معي ولدي منزل.."

لقد استقر كافا وعائلته. وفي ظل الأمن والسلامة اللذين يوفرهما المأوى، أصبح من الممكن الآن للتفكير في المستقبل.

والأولوية الأولى هي العثور على عمل وتوفير التعليم للأطفال:

"هدفي أن أربي هذين الولدين، وأعلمهما. لا يهم زوجتي وأنا، ولكن أولويتنا هي أطفالنا، ونحن نفعل كل ما بوسعنا لأطفالنا."

لقد وجدت هذه العائلة بصيصا من الأمل. وهو يشكرون الله على القليل الذي تقدم لهم. لكن عبر الحدود، في سوريا، هناك أكثر من ثلاثة ملايين ونصف نازح سوري ما زالوا في حالة فرار، وما زالوا يعيشون في ظل ويلات الحرب اليومية.