منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان مازال يكافح لضمان حرية الصحافة

جنوب السودان مازال يكافح لضمان حرية الصحافة

تنزيل

كان نيال بول وفريقه يعملون في مجال الإعلام لثماني سنوات خلت عندما صدرت الطبعة الأولى لصحيفتهم بعد وقت قصير من توقيع اتفاق السلام الشامل الذي أنهى عقدين من الحرب في السودان. وقد صدرت الطبعة الأولى للصحيفة عام 2006، في العاصمة الخرطوم.

وقبل حصول جنوب السودان على استقلاله في التاسع من حزيران/ يوليو 2011، بدأ نيال بول يطبع صحيفة "المواطن" في جوبا. وقد رأت النسخة الجنوب سودانية النور يوم التاسع من كانون الثاني/ يناير 2011.

منذ ذلك الحين وحتى الآن، صحيفة "المواطن" هي الصحيفة الوحيدة في البلاد التي تطبع يوميا 8،000 نسخة يتم بيعها بأنحاء جنوب السودان.

ومع هذا النجاح الذي حققته الصحيفة، قرر نيال بول وفريقه إطلاق محطة تلفزيونية، سموها بالاسم نفسه، "المواطن". وقد بدأ البث بها نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2012.

لقد كانت رحلة صعبة بالنسبة لبول في إمبراطورية وسائل الإعلام الخاصة به، والتي اتخذت من "مكافحة الفساد والديكتاتورية كل يوم" شعارا لها:

"لا أحد يمكنه إسكات شعب جنوب السودان مهما كلف الأمر. وأنا أعلم في كل مكان، في أي مكان، حتى أن الرئيس يواجه دائما من قبل الناس الذين ليس لديهم موقف - ففكرة التحدث ليست مصدر قلق، ولكن عندما نتحدث عن التعبير من منظور الصحفيين، نعم هناك قلق. لأن معظم صحفيينا لا يعرفون كيف يعبرون عن أنفسهم. وهذه مشكلة لأنه عليك التعبير عن نفسك في حدود سيادة القانون وضمن حدود الأخلاق. وما نحتاج إليه أكثر لضمان هذه الحرية هو التدريب."

وفيما يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في شهر أيار/مايو، لا تزال وسائل الإعلام في جنوب السودان تكافح، حيث تعتبر الإذاعة المصدر الأول للأخبار في البلاد. وتشير الإحصائيات المتاحة إلى أنه بحلول أوائل عام 2012، كان هناك أكثر من 30 محطة إذاعية في جميع أنحاء البلاد، تم إنشاء الكثير منها عن طريق الكنائس ومنظمات المجتمع المحلي المدعومة من المانحين الدوليين.

ستيفن توت، مسؤول برابطة وسائل الإعلام في جنوب السودان:

"لا يجب على شعبنا أن يمتنع عن عمله. الصحفي مثل الجندي.  لا يتم ردع الجنود عندما يذهبون إلى الحرب. ودور الصحفي هو مراقبة المجتمع. ويجب أن يستمر في أن يكون شجاعا وإعلام الجمهور بالحقائق مهما كلف الأمر."

ومع تطور وسائل الإعلام في البلاد، بدأت تظهر تحديات عديدة. فقد انخفض جنوب السودان اثنتي عشرة مرتبة في مؤشر الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، وهو الترتيب الذي يرتبط جزئيا بطغيان قوات الأمن في التعامل مع الصحفيين.

وستعمل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أنميسس) واليونسكو والمفوضية العليا لحقوق الإنسان مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، والشركاء الوطنيين والدوليين لدعم وضع خطة تنفيذ لجنوب السودان.

كبداية عملية لهذا المسار، تلقى حوالي أربعين صحفيا في نيسان /أبريل 2013 تدريبا على مختلف قضايا حقوق الإنسان، كما أوضح

صلاح خالد، رئيس مكتب وممثل اليونسكو في جنوب السودان:

"إن قدرة الإعلاميين، والمتخصصين ليست مطابقة للمستويات الدولية. لديك الكثير من التحديات في هذا البلد الجديد: تحديات تعليمية، وبنية تحتية... لذلك، إحدى الأولويات الرئيسية التي نبحث بها الآن هي بناء قدرات الإعلاميين بشكل عام. ونحن نعمل مع جامعة جوبا في محاولة لمراجعة المناهج الدراسية في كلية الصحافة حتى يتسنى لنا تحقيق هذا المستوى المهني للسماح بإنتاج نوعية أفضل من المهنيين في هذا القطاع، وفي الوقت نفسه تضمين المبادئ الأساسية للسلامة."

إشارة إلى أن جنوب السودان ليست لديه هيئة حكومية مكلفة بتنظيم وسائل الإعلام، ولكن حاليا هناك دفع لتمرير أول مشروع قانون حول وسائل الإعلام في البلاد واعتماده كقانون.