منظور عالمي قصص إنسانية

تحت شعار استثمر في المستقبل لتهزم الملاريا، يحيي العالم اليوم العالمي لمكافحة الملاريا

تحت شعار استثمر في المستقبل لتهزم الملاريا، يحيي العالم اليوم العالمي لمكافحة الملاريا

تنزيل

المزيد في التقرير التالي

في السنوات الأخيرة أحرزت البلدان التي يتوطن فيها مرض الملاريا، بما في ذلك البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تقدما كبيرا في الحد من الحالات الجديدة والوفيات الناجمة عن الملاريا، وفقا للدكتور توماس توشير من شراكة دحر الملاريا.

"على مدى العقد الماضي أنقذنا 1.4 مليون حياة، وهذا الرقم يعد أقل بقليل من نصف جميع الحالات التي نرنو إلى الوصول إليها، إذا لقد حققنا تقدما كبيرا جدا. ومع ذلك لا يزال أمامنا النصف الثاني الذي يتطلب الرعاية والحفاظ على التقدم الذي حققناه اليوم. إذا نحن قطعنا شوطا طويلا ونحتاج إلى مضاعفة جهودنا للقضاء على هذا المرض في كل مكان وزمان."

ولكن هذا التقدم يمكن أن يكون الآن في خطر. وتشعر منظمة الصحة العالمية بقلق متزايد حيال دلالات في منطقة جنوب شرق آسيا تشير إلى أن طفيل الملاريا أصبح مقاوما لبعض العقاقير التي ساعدت على إحراز تقدم كبير، هذا بالإضافة إلى وجود عقاقير مزيفة لمعالجة الملاريا خاصة في أفريقيا. وعن السبب في ذلك، أجاب الدكتور توماس توشير في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة:

"إن ظهور مقاومة للأدوية المعالجة للملاريا متصل في أن المريض لا يحصل على علاج متكامل. وإن كان المريض يتناول أدوية لا ترتقي إلى المعايير المطلوبة ولا يتناول الجرعات المناسبة فهذا يؤدي إلى ظهور الطفيليات المقاومة للأدوية. الأمر الثاني، هو أنه حتى لو أن المريض يتلقى أدوية جيدة ولكنه قرر ألا يتناول الجرعات الثلاث لأنه شعر بأنه أفضل بعد تناول الجرعة الأولى أو الثانية، فإن المقاومة ستظهر."

وتحاول شراكة دحر الملاريا تأخير ظهور المقاومة تجاه الأدوية الحالية لأن الأدوية الجديدة لن تتوفر قبل عامين. ويشير الدكتور توماس إلى أن منطقة نهر ميكونغ وكمبوديا بالتحديد تظهر دلائل على وجود مقاومة للأدوية. وفي هذا الإطار يدعو المجتمع الدولي إلى الاستثمار في مكافحة الملاريا لأن المردود يتعدى كونه صحيا ليصبح اقتصاديا أيضا:

"الاستثمار في المستقبل لا يساعد فقط على التخلص من الملاريا ولكن يحسن حياة الناس. أعتقد أن الملاريا قد أظهرت أن كل دولار ينفق عليها، هو دولار ينفق في محله. فمقابل كل دولار أنفق في مكافحة الملاريا، تم اكتساب 40 دولارا من حيث الإنتاجية ودخل الأسرة، مما يجعله استثمارا مرتفع العوائد. ولكن الوصول إلى مئتي مليون حالة مرضية عبر العالم، يتطلب انخراط الحكومات المحلية. وفي هذا المجال لم نر حتى الآن التزامات قوية من دول عديدة."

وتطلق منظمة الصحة العالمية استجابة لحالات الطوارئ الجديدة لمقاومة الأرتيميسينين – الدواء المعالج للملاريا - في بنوم بنه في حفل تستضيفه وزارة الصحة الكمبودية. وبالبناء على خطة المنظمة لعام 2011 لاحتواء مقاومة الأرتيميسينين، بالإضافة إلى تقييم جهود الاحتواء، فإن إطار الاستجابة لحالات الطوارئ سيوجّه نطاق المتابعة الرئيسية لاستراتيجيات منظمة الصحة العالمية الموصى بها لمكافحة هذا التهديد للصحة العامة.