منظور عالمي قصص إنسانية

اللاجئون السوريون في الأردن يصطدمون بقسوة الحياة داخل المخيمات وخارجها

اللاجئون السوريون في الأردن يصطدمون بقسوة الحياة داخل المخيمات وخارجها

تنزيل

إنها حياة المدينة في دولة أخرى. تلك هي الحياة التي يعيشها معظم اللاجئين السوريين في الأردن، ممن لم يتوجهوا إلى المخيمات، ولكن إلى المدن والبلدات والقرى الأردنية المختلفة.

تقديرات الحكومة الأردنية تشير إلى أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن قد وصل إلى نحو مائتين وخمسين ألفا.

حسن ماضي، لاجئ سوري، في الثالثة والعشرين من العمر، استقر به المقام في مدينة الزرقا شمال العاصمة عمان، في غرفة تخزين في إحدى الشقق. ويتقاسم حسن العيش في هذه الغرفة مع تسعة لاجئين آخرين، هم أفراد أسرته، كما يقول:

"عائلة كاملة تسكن في هذه الغرفة، ليس لدينا حمام، فنطلع إلى الجيران في الطابق الأعلى".

وتعيش الأسرة ظروف قاسية. إذ يتعين عليها أن تدفع خمسة وثمانين دولارا شهريا إيجارا لهذه الغرفة. أما أطفالها فلم يلتحقوا بالمدارس.

وفي ظل التدفق الكبير للوافدين الجدد من سوريا، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية، مع ذلك، يفضل بعض اللاجئين الحياة خارج المخيمات عن الحياة داخلها، كما يوضح حسن:

"الحياة هناك مأساوية، هذه الغرفة أحسن، وهنا أفضل".

تسجيل اللاجئين السوريين لدى المفوضية العليا لشئون اللاجئين يسهل عليهم الحصول على المساعدات، بما في ذلك  المساعدات المالية. ويتراوح المبلغ الذي تحصل عليه كل أسرة وفقا لحجمها فيما بين سبعين دولارا، ومائة وسبعين دولارا شهريا. ومع ذلك، فحياة اللجوء ليست بالمثلى، والحديث لخلود جمعة الحسن، التي قدمت من العاصمة السورية دمشق:

"لقد تركنا بلادنا، ومن يترك بيته وبلاده هل يكون مرتاحا؟ حتى لو كان في قصر لن يكون مرتاحا".

وتتباين الإجراءات التي يتعين على اللاجئين أن يخضعوا لها من مكان إلى آخر وفقا للمكان الذين يستقرون به في الأردن. ففي بعض المراكز، تم إدخال المسح الضوئي لقزحية العين لتحديد الهوية.

فولكر شيمل، المنسق الميداني للمفوضية العليا لشئون اللاجئين في الأردن يتحدث عن أماكن وجود اللاجئين السوريين في البلاد:

"الغالبية العظمى من اللاجئين يوجدون في الواقع خارج المخيمات في المناطق الحضرية. معظمهم في شمال الأردن، والكثيرون في عمان والمناطق المحيطة بها كذلك. وقلة منهم في المناطق النائية. نحن نتحدث عن حوالي ثمانين في المائة من اللاجئين، الذين يقيمون في المناطق الحضرية، الذين يستأجرون في معظم الحالات ويواجهون أوقاتا صعبة، خصوصا خلال أشهر الشتاء".

من هؤلاء الذين يواجهون أوقاتا صعبة، اللاجئة دعاء القسام التي تبلغ الحادية عشرة من العمر، وتعيش مع أمها وأقاربها في غرفة مستأجرة. وكانت أمها، واسمها غادة قد سجلت نفسها مع المفوضية العليا لشئون اللاجئين قبل بضعة أشهر. ومنذ ذلك الحين، تحصل العائلة على مساعدة مالية شهريا من المفوضية، تمكنها من العيش. ولكنها لم تألف الواقع الجديد، وماتزال تشعر بالحنين إلى بلادها، كما تقول:

"لم يكن ذلك حتى في الأحلام.. أنا كنت عندما أطلع مشوار من بيتي لا أغيب أكثر من أسبوع".

وتعمل المفوضية العليا لشئون اللاجئين على الإسراع بعملية تسجيل اللاجئين، حتى تتمكن من مواكبة المعدل الذين يصلون به، وتقديم الخدمات اللازمة لهم.