منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسيف وشركاؤها يساعدون المتضررين من الإعصار بوفا في الفلبين على التعافي من آثار التجربة

اليونيسيف وشركاؤها يساعدون المتضررين من الإعصار بوفا في الفلبين على التعافي من آثار التجربة

تنزيل

رغم مرور أكثر من شهر على اجتياح الإعصار بوفا لجزيرة مينداو بجنوب الفلبين، فما زال المواطنون في قرى وبلدات وادي كومبوستيلا يحاولون التأقلم مع الدمار والخسائر التي لحقت بمنازلهم ومصادر كسب عيشهم.

الاعصار بوبا، المعروف محليا باسم بابلو، كان قد ضرب جنوب الفلبين في الفترة ما بين الرابع والسابع من كانون الأول/ديسمبر الماضي، متسببا في فيضانات وانهيارات أرضية، ليصبح أقوى اعصار يضرب المنطقة منذ عقود من الزمن.

وفيما يتعلق بالآثار البشرية التي أسفر عنها الإعصار، فكانت مقتل أكثر من ألف شخص، وتوجه ستة وعشرين ألفا إلى مراكز الإجلاء، وبقاء تسعمائة وستين ألفا يعيشون على أنقاض منازلهم، أو في مناطق مفتوحة أو يعيشون مع المجتمعات المضيفة.

أما الخسائر التي لحقت بالمحاصيل الزراعية، ومن بينها الموز وأشجار جوز الهند، فقد قدرت بقرابة تسعمائة وخمسين مليون دولار. كما جرف الإعصار معه، بين عشية وضحاها، مصادر دخل الأسر التي تعيش في هذه المجتمعات الريفية.

ومن بين هؤلاء، بنيتا باوكان، الأم التي نجت مع زوجها وأطفالها الأربعة من العاصفة، ولكنهم، بحثا عن مأوى لهم، لجأوا إلى صالة للألعاب الرياضية المحلية مع خمسين أسرة أخرى بعد أن دمر الإعصار منزلهم تماما، وفقد زوجها، وهو مزارع، مصدر كسب رزقه.

وتقول بنيتا متحدثة عن تجربة الأسرة مع الإعصار بوفا:

"كنا في المنزل عندما حدثت العاصفة. كانت الساعة السادسة صباحا، وسقط بيتنا، فبقينا مع جيراننا. ولم يعد لدينا منزل ولهذا، نحن هنا في صالة الألعاب الرياضية".

أما بالنسبة للأطفال، فإن صدمة الفرار وفقدان ممتلكاتهم أو أفراد الأسرة، يدوم تأثيرها لفترة طويلة، خصوصا مع النزوح لفترة ممتدة، وإذا لم تتم مساعدتهم على التعافي من التجربة. كما يقول روحاني باراغوير، أخصائي حماية الأطفال بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف:

"اثنان وأربعون في المئة من السكان المتضررين في هذه المنطقة هم من الأطفال، لذلك فإن معظمهم يعانون من الضغط النفسي الشديد، بل لا يعرفون حتى أين يمكنهم العثور على أفراد أسرهم لأن بعضهم فقدوا والديهم، أو أشقائهم، أو مدارسهم نتيجة للإعصار بابلو".

ولمساعدة الأطفال على تجاوز هذه الأزمة، بدأت اليونيسف بالتعاون مع شركائها إنشاء مساحات صديقة للطفل وتوفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، حيث تتوفر للأطفال الفرصة للغناء واللعب والرسم والتكيف مع واقعهم الجديد.

في بلدة كومبوستيلا، يسرد الأطفال قصصهم عبر الرسومات، كوسيلة للحد من الخوف والتوتر الذي عاشوه في الأسابيع الماضية.

استير سامونتي التي فقدت زوجها قبل أشهر في حادث دراجة نارية، ظنت عندما جرفت مياه الفيضانات بعد الإعصار ابنتها كريستي بعيدا، أنها فقدتها أيضا. والحديث لاستير:

"وبسبب حالة الهلع والارتباك خلال الاعصار انفصلنا، وقال جيراننا إن الفيضانات جرفتها بعيدا. والجيران هم الذين أنقذوها."

وتداوم كريستي في بعض الفصول الدراسية القليلة التي نجت من الإعصار في مدرستها الابتدائية. وتعرب عن سعادتها لذلك:

"أنا سعيدة لأنني الآن في المدرسة، وأنا أحب بعض الاطفال".

وفي حين لم تمض أعياد الميلاد كما كان مخططا لها هذا العام بالنسبة للمسيحيين من سكان من وادي كومبوستيلا، فقد تمكنت اليونيسيف بمساعدة من الحكومة الفلبينية والشركاء من العمل، والمساعدة على إعادة بناء حياة سكان المنطقة من جديد.