منظور عالمي قصص إنسانية

انطلاق السنة الدولية للكينوا مع آمال في قدرتها على توفير الغذاء والأمن الغذائي للبشرية

انطلاق السنة الدولية للكينوا مع آمال في قدرتها على توفير الغذاء والأمن الغذائي للبشرية

تنزيل

الكينوا، بحبوبها الذهبية، والتي تنمو في سهول بوليفيا وبيرو، منذ ألاف السنين، اكتسبت شهرة عالمية كبيرة منذ أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها السابعة والستين عن تخصيص العام الحالي، 2013، سنة دولية للكينوا.

وقد استحق هذا المحصول هذا الاهتمام وهذه السنة نظرا لقيمته الغذائية، وللتوقعات الكبيرة بقدرته على تحسين الأمن الغذائي في العديد من الدول، وخاصة مع ظروف تغير المناخ في مختلف أنحاء العالم.

الكينوا، التي يوجد ما يقدر بثلاثة ألاف ومائة نوع منها، تتميز بقدرتها غير العادية على التكيف مع مختلف المناطق البيئية-الزراعية، إذ تنمو في درجات حرارة تتفاوت بين ثماني درجات مئوية تحت الصفر، وثمان وثلاثين درجة. كما يمكن أيضا أن تنمو على ارتفاع أربعة ألاف متر فوق مستوى سطح البحر.

و على الرغم من التاريخ الطويل للكينوا في جبال الأنديز، فلم تهتم بها الأسواق العالمية إلا خلال العقد الماضي. عندما أصبحت غذاء شعبيا لتمتعها بالكثير من البروتين والدهون، ونسبة أقل من والكربوهيدرات، مقارنة بكميات متساوية من الذرة أو الأرز. ولكن يعتقد الكثيرون أن أمامها طريقا طويلا لتقطعه قبل أن تصل إلى كامل إمكاناتها كمنتج غذائي.

ويحدثنا ويلفريدو روخاس المنسق في مؤسسة ترويج منتجات الأنديز عن استخدامات الكينوا كمادة غذائية:

"الكينوا تتكون من ستين في المائة من النشا، وبسبب هذه النسبة العالية من النشا يمكن ان نصنع منها الحلويات، والفطائر. كما أن محتواها العالي من الماء أيضا يجعلها منتجا هائلا لصناعة  المعكرونة".

ولا تصنف الكينوا كنوع من الحبوب، وينتمي هذا النبات إلى فصيلة البنجر والسبانخ.

وتعد بوليفيا هي أكبر مصدر في العالم للالكينوا. وحتى وقت قريب، كان البوليفيون يعتقدون أنها غذاء الفقراء، مفضلين عنها أكل القمح والأرز المستوردين.

ولكن، وبفضل مشروع استغرق عقدا من الزمن، بدعم من صندوق الأمم المتحدة الدولي للتنمية الزراعية، إيفاد، بدأت النظرة إلى الكينوا في بوليفيا في التغير، كما يقول روخاس:

"تقوم الأسر المزارعة في شمال ألتيبلانو بزراعة قطع صغيرة من الأراضي، وإنتاج كميات صغيرة من الكينوا. وبمساعدة المشروع، تم ربط هذه العائلات بالشركات الصغيرة في لاباز، التي تقوم بمعالجة منتجات الكينوا".

هذه المنتجات التي يتم بيعها إلى المحال الشهيرة، قد عززت من شعبية الكينوا، وخاصة بين أفراد  الطبقة المتوسطة المتنامية في البلاد.

وتعلق بامي فيليز، مؤسسة، والمديرة التنفيذية لسلسلة مقاهي ألكسندر، والتي تبيع منتجات الكينوا:

"كان من الصعب في البداية تغيير عقلية المواطنين، ولكن الكثيرين أصبحوا أكثر انفتاحا على الفكرة، وتتزايد مبيعاتنا من منتجات الكينوا بشكل جيد".

وتقدم مقاهي الكسندر العشرة الكينوا في السلطات، وفي السندويتشات والحلوى. وتنتج مخابز الشركة أكثر من ألف بسكوتة شوكولاته بالكينوا يوميا.

وبفضل تركيز المشروع على بناء الشراكات، تقوم مقاهي الكسندر بشراء الكينوا من صغار المزارعين من أمثال الياس فارغاس، وفيفيانا هيريرا، اللذين تمتد حقولهما على أطراف بحيرة تيتيكاكا، أعلى مسطح مائي في العالم. ويقول المزارع الياس فارغاس:

"يشتري المواطنون في كل مكان الآن الكينوا. وتجد لها سوقا رائجة في لاباز. انها في كل مكان. لهذا السبب، نتمكن من بيع كميات صغيرة، ونعول عائلاتنا بهذا المال".

المزارعون في هذه المنطقة، التي ترتفع فوق مستوى سطح البحر بأربعة ألاف متر، يكافحون  من أجل كسب لقمة العيش. وعلى الرغم من أنهم لا يزرعون الكينوا بكميات تكفي لبيعها إلى الأسواق الخارجية، إلا أن زيادة الاستهلاك المحلي قد وفر فرصا جديدة للمزارعين، وأملا في الحفاظ على التنوع البيولوجي للكينوا. ونعود إلى ويلفريدو روخاس المنسق في مؤسسة ترويج منتجات الأنديز، الذي يحدثنا عن استخدامات الكينوا كمادة غذائية:

"إن الشركات التي تتاجر في الكينوا في بوليفيا قد بدأت استخدامها في مختلف المنتجات وتصديرها، وقد بدأنا نفهم بشكل أفضل، وندرس امكانات هذا الغذاء، وتحديد استخدامات الأصناف المختلفة منه".

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد دعت منظمة الأغذية والزراعة، فاو، لتسهيل الاحتفال بالسنة الدولية للالكينوا، بالتعاون مع الحكومات، والوكالات والهيئات التابعة لنظام الأمم المتحدة، ومنظمات الشعوب الأصلية والمنظمات غير الحكومية.

وفي هذا النطاق، عينت الفاو الرئيس البوليفي ايفو موراليس سفيرا خاصا بالسنة الدولية للكينوا. ويعد تركيز الفاو على أهمية الكينوا جزءا من إستراتيجية شاملة لاستعادة المحاصيل التقليدية كوسيلة لمكافحة الجوع، وتوفير الأمن الغذائي والتغذية، والقضاء على الفقر بهدف تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتفق عليها دوليا.