منظور عالمي قصص إنسانية

معاناة اللاجئين السوريين في المخيمات في ظل برودة الشتاء وجهود وكالات الأمم المتحدة لتقديم المساعدة لهم

معاناة اللاجئين السوريين في المخيمات في ظل برودة الشتاء وجهود وكالات الأمم المتحدة لتقديم المساعدة لهم

تنزيل

هنا، بالقرب من وادي البقاع اللبناني، هذا الطفل السوري، الذي يبلغ الثانية عشرة من العمر، وسنطلق عليه اسم يحيا، يشعر بالبرد أثناء سيره في منطقة طينية في قرية صغيرة. فدرجات الحرارة تقترب من مستوى التجمد، وليس لديه من الملابس الملائمة ما يوفر له الدفء ويقيه من الرياح.

ويتحدث يحيا عن محنته وأسرته:

"الدفء ما عندنا. العالم ما بتعرف تتدفأ. نريد جواكت (جاكتات) حتى نتدفأ، ولا توجد".

لجأ يحيا وأسرته من سوريا إلى لبنان. وشأنهم شأن نحو سبعمائة لاجئ آخرين ممن لجأوا إلى هذه القرية، لا يملكون أي شئ يقيهم برودة الجو الشديدة سوى خيام مؤقتة.

داخل الخيام، يتجمع اللاجئون السوريون حول المصدر الوحيد للحرارة، وهو موقد خشبي يحرقون فيه البلاستيك الذي يجدونه في مكبات النفايات، في محاولات يائسة لتحمل برودة الطقس القارسة.

وكانت الأمطار الغزيزة التي سقطت في اليوم السابق قد اخترقت الخيام، فاستعان قاطنوها بصناديق كرتونية، وملاءات وبعض قطع الحجارة لتثبيتها في مكانها حتى تمنع تسلل المياه إلى داخل الخيمة، كما تقول حنان:

"أحضرت هذه، قطعة النايلون، ووضعتها هكذا حتى لا تدخل المياه علينا.. وحل.. وحل.. ماذا يمكننا أن نفعل".  

إن هذا المزيج الخطير من البرد والمطر ونقص عناصر النظافة الأساسية يضع اللاجئين في مواجهة خطر الإصابة بالأمراض القاتلة مثل التهابات الجهاز التنفسي.

وعلى امتداد وادي البقاع، يبذل مواطنون لبنانيون، مثل أبو مصطفى، ما يمكنهم لمساعدة جيرانهم السوريين الوافدين عليهم. والحديث لأبو مصطفى:

"المواطنون ليس عندهم (صوبيات) مدفئات، ويشكون، ويريدون مازوت ومدفئات، ومتضايقون، ونحن ننقل بعض الحطب والخشب ونساعدهم بقطع الخشب والحطب، ونسهل الأمور بالحطب. ومن لا نتمكن من إحضار مدفئة له، نضع له (تنكة) صفيحة مثلا، يوقد فيها الحطب، ويسيير أموره حتى يهون الله الأمور. ومن ساعة لساعة يفرجها الله، ولكن لا يزال هناك مواطنون ليس لديهم خزانات...".

وتبذل منظمات الأمم المتحدة، جهودا حثيثة لتوفير الأجواء الملائمة للاجئين السوريين لمساعدتهم على تحمل برودة الشتاء.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف، واحدة من الوكالات الإنسانية التي تقدم المساعدة للاجئين السوريين. فقد وفرت لهم الملابس الشتوية، والأدوية، ومواد تغذوية، وقسائم مالية، يتم توزيعها في شمال لبنان ووادي البقاع. 

خبير التوريد والخدمات اللوجيستية في اليونيسف، اوليفيه موليه، يتحدث عن عنصر الوقت:

"إن الوقت ليس في صالحنا. لذا علينا أن نسارع في هذا عملية التوزيع في أقرب وقت ممكن. ولهذا السبب نبحث في مدى توافر السلع في السوق المحلية".

وكما هو معروف، فقد لجأ مئات الآلاف من اللاجئين السوريين ممن فروا من أعمال العنف التي تشهدها بلادهم إلى دول الجوار، وغيرها من الدول.

أما لبنان، الدولة الجار، والتي تتأثر أكثر من غيرها بما يجري في سوريا، فإن نصيبها من اللاجئين السوريين يقدر بأكثر من مائة ستينة ألفا، أكثر من خمسين في المائة منهم من الأطفال.