منظور عالمي قصص إنسانية

مسيرات في جنوب السودان لإحياء اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

مسيرات في جنوب السودان لإحياء اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

تنزيل

مسيرات جوبا لأحياء اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة واكبت إطلاق حملة الستة عشر يوما، التي تشمل أنشطة لمناهضة العنف القائم على نوع الجنس، وهي الحملة التي تحمل عنوانا، "تعزيز السلام في المنزل، أوقفوا العنف القائم على أساس نوع الجنس وزواج الأطفال".

وفي كلمتها بهذه المناسبة، أشارت استر إيكيري إيلوزاي، وكيلة الوزارة في جنوب السودان إلى  أن عنوان الحملة يعكس تأثير استمرار النزعة العسكرية في جنوب السودان على المرأة في البلاد،  وإلى تحدي زواج الأطفال لأسباب ثقافية واقتصادية. وقالت:

"إن لدينا ثقافة النزعة الحربية، والتي لا تزال المرأة تعاني منها. فقد عانت المرأة خلال النزاع، وقبل الصراع وحتى بعد الصراع، وبعد تحقيقنا للسلام والاستقلال. فلا يزال لدينا صراع قبلي،  ولدينا صراعات عنيفة داخل مجتمعاتنا، ولدينا صراعات منزلية، وغيرها. وكل ذلك يضع المرأة في وضع صعب جدا، تصبح فيه ضحية للعنف. ولقد اخترنا هذا الموضوع بسبب الثقافة العسكرية الموجودة داخل مجتمعنا. نحن بحاجة إلى تحويل جيشنا، ونحن بحاجة إلى تحويل مجتمعنا من الثقافة العسكرية لثقافة السلام".

ومن بين المتحدثين في المناسبة، جاكلين نوفيلو، مديرة هيئة الرعاية الاجتماعية لنوع الجنس والطفل، التي ذكرت الجميع بحساسية قضية العنف ضد المرأة:

"من منا يود أن يرى أمه تتعرض لاعتداء ويشعر بالسعادة؟ ومن منا الذي سيرى اخته تغتصب ويشعر بالسعادة؟ أو بنته تغتصب ويكون سعيدا؟ هذا هو السبب في أنه من المهم جدا بالنسبة لنا أن نجتمع ونقول، لا وأن نوقف العنف ضد المرأة".

وهذه واحدة من المشاركات في المسيرات.. جوليا، الطالبة، التي ترى أن العمل ضد العنف القائم على أساس نوع الجنس يعد هاما بالنسبة للشباب. وقالت جوليا إنها لا تريد أن ترى المشاكل بين والديها،  لأن ذلك يؤثر نفسيا عليها. وأضافت جوليا:

"ليس ذلك جيدا، لأنك عندما يكون الأطفال صغارا، يرون والديهم يتعاركان، فإن هذه الأشياء ستحدث مستقبلا عندما يتزوجون. أو في المدرسة، فإنهم يقولون، إن أمي وأبي تعاركا الليلة الماضية لهذا السبب أو لذاك، وهذا يجعل الأطفال يعانون نفسيا".

في جنوب السودان، تعاني ما لا يقل عن أربع من بين كل عشر نساء من شكل واحد أو أكثر من أشكال العنف، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك الكثير من الحالات التي لا يتم الإبلاغ عنها.

ويؤدي النزوح بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية، إضافة إلى المستويات المرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، إلى تفاقم حالات العنف القائم على نوع الجنس في جميع أنحاء البلاد.

لكن الأمر المثير للقلق هو ما تشير إليه الدراسات من أن ثمان من أصل كل عشر نساء في جنوب السودان يتسامحن مع العنف ضد المرأة. وتقول أشارت استر إيكيري إيلوزاي، وكيلة الوزارة معلقة:

"إن الأمل هو أننا في حاجة إلى بناء مجتمع جنوب سودان، خال من كل نوع من العنف، ويكون  شاملا للجميع، وتكون فيه شبكات أمان للنساء".

ويصادف العام الحالي الذكرى السابعة لحملة الستة عشر يوما من النشاط الخاص بمناهضة العنف القائم على نوع الجنس، التي يحييها جنوب السودان، ولكنها السنة الثانية التي تحيي فيها البلاد الحملة كدولة مستقلة.

وتمثل حملة الستة عشر يوما فرصة لجميع النساء والفتيات والصبية والرجال للدعوة سلميا، وبشكل جماعي ضد جميع أشكال العنف ضد المرأة.

وتعمل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، حسب التكليف الصادر لها عن مجلس الأمن،  وبالتعاون مع شركاء آخرين، على بناء قدرات المؤسسات على مستوى الدولة على رصد والتحقيق في حالات النزاعات المتعلقة بالعنف الجنسي، والإبلاغ عنها. كما تقوم البعثة أيضا من خلال المشاركة الفعالة لمستشاريها في مجال حماية المرأة، بتقديم التقارير عن هذه الانتهاكات إلى مجلس الأمن.