منظور عالمي قصص إنسانية

شابة نيجيرية تقول لا لزواجها من شيخ كبير

شابة نيجيرية تقول لا لزواجها من شيخ كبير

تنزيل

في إطار الحملة الدولية لرفع التوعية حيال مخاطر زواج الفتيات الصغيرات وحملهن المبكر وأثر ذلك على صحتهن، أخبرتنا الشابة النيجرية سلاماتو أغالي إيسوفا، عن قصتها وكيف أقنعت والديها بمخاطر زواجها في سن صغيرة. مزيد من التفاصيل في التقرير التالي.

سلاماتو أغالي أيسوفا هي ملهمة لكثيرات من أترابها في بلدها النيجر. ففي سن السادسة عشرة تمكنت من الوقوف بوجه والديها اللذين كانا يردان تزويجها بشيخ هرم.

سلاماتو:

"هذا الشيخ كانت له امرأة وأولادا. وأنا لا أريد أن أتزوج معه. فذهبت إلى أخي الكبير وتكلمت معه وقلت له أنني لا أريد أن أتزوج مع هذا الشيخ، بل أريد أن أتابع دروسي. وأخي هو الذي ذهب إلى والدي وتكلم معهما وساعدني جدا حتى لا يتم هذا الزواج."

وتقول سلاماتو إنه عندما كانت في الرابعة عشرة من العمر، تعرضت لضغوط كي تتزوج، ولكننها كانت تدرك ضرر ذلك على صحتها ومستقبلها. فالفتيات في قريتها، تضيف سلاماتو، اللاتي تزوجن صغارا توقفن عن الدراسة بل إن بعضهن قضين أجلهن أثناء الولادة:

"وضع الفتيات في عمر صغير ليس جيدا. وأنا أريد أن أقول لكل الأهالي ألا يزوجوا أبناءهم وبناتهم في عمر صغير لأن هذا يؤدي إلى مشكلة كبيرة."

 ووفقا لليونيسف، يعتبر معدل الزواج المبكر والقسري في النيجر الأعلى في العالم. فهناك فتاة من أصل اثنتين تتزوج قبل سن الخامسة عشرة. وتعتبر الفتاة التي ترفض قرار والديها متمردة في المجتمع. والضغط الذي يمارسه المجتمع يجبر العديد منهن على قبول الزواج، حتى لو كنّ لا يريدن ذلك حقا. أما سلاماتو فواجهت الأمر بفضل مساعدة أخيها وأصبحت قابلة نسائية تعمل في المستشفى بقريتها:

"أنا بدأت هذا الجهد عام 2010، عندما أكملت دروسي وذهبت إلى بلدي ديميا، المكان الذي ولدت فيه ودرست فيه وكبرت فيه وحتى الآن أعيش هناك وأعمل هناك."

وسلامتو تعتني بالنساء الحوامل وتقدم لهن النصح والمشورة في ما يتعلق بالحمل ولكنها أيضا تنصحهن بالتخطيط الأسري:

"هناك النساء اللواتي تزوجن في عمر صغير وهن الآن حوامل. أما أقول لهن أن يأتين كل يوم إلى المستشفى لكي يأخذن الدواء لمتابعة الحمل بصورة صحية. لأنهن تزوجوا وليس لديهن أي شيء آخر لفعله، وأنا أنصحهن بالتخطيط الأسري."

 ويشكل زواج الأطفال انتهاكا فظيعا لحقوق الإنسان، فهو يحرم الفتيات من التعليم والصحة ويغلق آفاق المستقبل أمامهن لأجل طويل. كما يمكن أن يؤدي زواج الفتيات إلى مضاعفات في الحمل والولادة التي تعتبر من الأسباب الأساسية لوفاة الفتيات بين سن 15 و 19 سنة في البلدان النامية.