منظور عالمي قصص إنسانية

مشروع رائد للأونروا وشركائها في غزة يستهدف تمكين النساء المعيلات لأسرهن

مشروع رائد للأونروا وشركائها في غزة يستهدف تمكين النساء المعيلات لأسرهن

تنزيل

نفذت وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، بالتعاون مع طاقم شئون المرأة ومؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة مشروعا رائدا حمل عنوان تمكين النساء الفلسطينيات المعيلات لأسرهن، حيث استهدف المشروع النساء المطلقات والأرامل واللاتي يتحملن مسئولية توفير الدخل لعائلاتهن. 

وتم خلال المشروع تدريب المستهدفات على إدارة المشاريع الصغيرة ومهارة الإدارة المالية، حيث استفادت من المشروع ثلاثمائة امرأة فلسطينية سجلن قصص نجاح كبيرة حيث تمكنت العديد منهن من انجاز مشاريع فاعلة ومؤثرة ونجحن في تطوير أسرهن والقدرات الإدارية والتنظيمية والمالية. هذا ما اخبرنا به عدنان  أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا، وأضاف:

"هناك قصص نجاح كبيرة تمثلت في قيام إحدى السيدات بافتتاح مكتب تاكسيات في قطاع غزة، هذا تحدي كبير تنطلق من خلاله المرأة الفلسطينية باتجاه المساواة وباتجاه الأعمال الحقيقية رغم التحدي الثقافي والتنموي الذي مارسته هذه المرأة، هذا المشروع مهم للغاية، تنطلق هذه الطاقات الكامنة داخل المرأة الفلسطينية عبر تنظيم إداري ومالي حقيقي يطلق هذه القدرات لتحقيق أكبر فائدة للمجتمع الفلسطيني". 

من جانبها أعربت نجوى لبد منسقة المشروع عن اعتزازها بالنجاح الكبير الذي تحقق والذي تمثل في انجازات حقيقية على الأرض أبرز دور المرأة  الفلسطينية وعبر  عن قدرات واعدة لتحقيق المزيد في ظل الظروف الصعبة التي تحياها النساء الفلسطينيات، وقالت: 

"وإني اشعر بالسعادة والحماس كوني أتواجد بينكم اليوم وأخص بالذكر النساء اللاتي عشن، ويعشن ظروفا صعبة ومع ذلك يتمتعن بالإرادة والإصرار في تخطي الصعوبات والحواجز وإني أرى في النساء اللاتي شاركن في المشروع قدرة على الإنجاز والمساهمة في عملية التنمية والتغيير وذلك من اجل بناء أسرة بقواعد قوية ومتكاملة وقادرة على تلبية احتياجاتها دون الحاجة إلى مد اليد إلى الغير". 

فاتن البيومي من طاقم شئون المرأة أكدت أن الهدف من وراء هذا المشروع هو التصدي لظاهرة ازدياد  النساء المعيلات لأسرهن عبر تمكينهن عمليا وماديا لمواجهة الظروف الصعبة وعبر تجسيد كفاح مثمر وفاعل أدى إلى نتائج جيدة على الأرض. وأضافت 

"طبعا الهدف الرئيسي لهذا المشروع أن نحسن حياة النساء ونمكنهن من أن يعيشون واقعا أفضل لهن ولأسرهن بشكل عام، التدريب الذي تم تنفيذه أعطى دعما وقوة للعديد من النساء لأنه ساهم أيضا للعديد من المشاركات بأن يقمن بفتح مشاريع صغيرة من بينها مشاريع نوعية وغير تقليدية". 

قصص نجاح متنوعة سجلها هذا المشروع من بينها قصة الأرملة إكرام داية التي تعيل أسرة تتكون من خمسة عشر فردا التي أشارت في حديث مع إذاعة الأمم المتحدة إلى التغيير والقفزة النوعية في حياتها وعملها بعد حضورها لهذا المشروع والذي نمى قدراتها الإدارية والمالية. وقالت: 

"عملت مشروع صغير لمصروف البيت، بيع أدوات تنظيف وأدوات أطفال، أولادي فهموا أنهم يجب أن يعتمدوا على نفسهم، استفدت أننا يجب أن ندخر ولا نصرف كل شيء وأن نسجل دخلنا ومدخراتنا، أسلافي (إخوة زوجي) لديهم مشاريع كبيرة ولكنهم يحسدوني على وضعي الحالي". 

أما السيدة هدى سموني تقول إنها لم تفتتح مشروعا تجاريا ولكنها استفادت من حضورها في كيفية التعامل الصحيح والمقنن مع مواردها المالي البسيطة. وقالت: 

"لم أقم بتنفيذ مشروع ولكنني استفدت كيف أتعامل مع أطفالي، كنت عصبية جدا عليهم والآن أصبحت أتعامل معهم بالسياسة، والاتفاق، والحمد لله وفقت معهم، وتعلمت كيف ادخر لعمل مشروع، استفدت جدا ووعيت كثيرا لكيفية التعامل مع الدنيا". 

ريهام الوحيدي، مسئولة شركة الأثر التي أشرفت على تصميم وتنفيذ المادة التدريبية قالت  لإذاعة الأمم المتحدة إن المفاجأة كانت في الإقبال الشديد من الفئات الأكثر تهميشا في المجتمع على حضور هذه الدورات والإصرار على الاستفادة منها والذي تبين لاحقا في قصص نجاحات كبيرة. وأضافت: 

"تفاجئنا من درجة الحضور من المناطق المهمشة والمناطق التي لا تستفيد من خدمات ومشاريع مماثلة، وحتى السيدات اللاتي استفدن أبلغننا أن طريقة الطرح هذه المرة مكنتهم من القيام بمشاريع خاصة لهن لأنه أصبح لديهن معلومة عملية وأدوات وأفكار". 

وتقول الأونروا إن هذا ليس المشروع الأول الذي تنفذه لخدمة النساء الفلسطينيات ولن يكون الأخير، حيث يجري التركيز عبر برامجها المختلفة على استنهاض طاقات المرأة إيمانا منها بالمساواة والقدرة الفائقة على المساهمة في تحسين أوضاع المجتمع الفلسطيني ونهضته.

علا ياسين - إذاعة الأمم المتحدة - قطاع غزة