اليونيدو: منتدى عالمي يمنح الصدارة لذوي الإعاقة والشباب والنساء من رواد الأعمال ويفتح أمامهم أفقا لا محدودة
التنمية الاقتصادية
اختتمت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في البحرين أعمال المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار 2024، بعد 3 أيام حافلة بالفعاليات التي وضعت في الصدارة رواد الأعمال من كل الفئات، وأفسحت لهم المجال للإعراب عن أفكارهم وإبداعاتهم وشواغلهم ليستمع إليها المجتمع الدولي.
يشرف على تنظيم المنتدى مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة (اليونيدو) في البحرين. يرأس المكتب دكتور هاشم حسين الذي يصفه الكثيرون من رواد الأعمال بصاحب النظرة الثاقبة القادر على أن يقيم بسرعة الفكرة التي تُطرح أمامه وكيفية توجيه صاحبها أو صاحبتها لأفضل طريق للتطور والتقدم على مسار النجاح.
من خلال عملنا مع دكتور حسين هاشم في تغطية المنتدى على مدى السنوات الماضية، رأينا حماسه الشخصي الشديد في دعم رواد الأعمال ودعوتهم إلى المنتدى وإتاحة كل المجالات المتاحة أمامهم ليستفيدوا من فرص التفاعل مع المستثمرين والمسؤولين والخبراء.
بعد 3 أيام من العمل المتواصل بلا كلل بين فعاليات المنتدى ومعارضه، جلس دكتور حسين ليتحدث معنا عن حصيلة العمل الذي بدأ قبل شهور لضمان أكبر قدر من الاستفادة لرواد الأعمال وأيضا للمستثمرين.
دكتور هاشم حسين: هذه السنة تحدثنا عن النضوج في البيئة الملائمة لريادة الأعمال. وهذا هو الهدف الأساسي من المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار. كل سنتين نرجع ونراجع ما تم في البيئة الملائمة لإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وربطها بأهداف التنمية المستدامة.
هذه السنة طبعا شهدنا مشاركة عدد كبير جدا من المشاركين من الدول، من رواد الأعمال، من الجامعات، من المؤسسات المالية التنموية والمؤسسات المالية التجارية، مراكز البحوث والتطوير، الغرف الصناعية والتجارية والزراعية، مؤسسات المجتمع المدني وكثير من المؤسسات الداعمة لرائدات الأعمال عبر العالم والبرامج التي لها علاقة بتطوير وتمكين المرأة وبالذات تمكين المرأة من بعض الصراعات والحروب.
التوصيات لمنتدى 2024 سترفع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وطبعا التوصيات هي كلها جاءت من رواد الأعمال نفسهم ومن المشاركين وأصحاب المصلحة. وكان هناك نقاش فعال جدا حول التحول ودور القطاع الخاص وأهمية المؤسسات المالية في دعم أهـداف التنمية المستدامة. ولكن بلورنا ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه رواد الأعمال في الوصول لأهداف التنمية المستدامة المقرر تحقيقها بحلول عام 2030 إن شاء الله.
أخبار الأمم المتحدة: شهدت فعاليات المنتدى هذا العام العديد من البرامج المصاحبة مثل المعارض التي سلطت الضوء على الأسر المنتجة وكذلك الأشخاص ذوي الإعاقة. حدثنا عن هذا الأمر؟
دكتور هاشم حسين: كانت هناك 16 جلسة حوارية شملت عدة برامج للنقاش ودائما نقول إنها حلقات نقاشية بين رواد الأعمال والمؤسسات الخدمية والداعمين لريادة الأعمال بشكل عام طبعا.
الحلقات النقاشية تراوحت من دعم النساء وتمكينهن وخاصة النساء في مناطق الأزمات والحروب. كان هناك نقاش عن تمكين المرأة في أفغانستان وفي غزة وأيضا في السودان كمثال على ذلك. كان هناك نقاش جيد جدا، والكثير من الخبراء أعطوا كثيرا من الأفكار حول كيفية تطوير برامج هادفة وتكون طبعا عاجلة لتمكين المرأة في الدول التي تعاني من النزاعات.
أيضا كانت هناك حلقة نقاشية عن الاقتصاد الإبداعي الذي يُعرف باسم "الاقتصاد البرتقالي" Orange Economy. هناك كثير من المواهب الموجودة بين رواد الأعمال، دعوْنا الكثير من الباحثين والخبراء في مجال الاقتصاد البرتقالي كي يشرحوا ويفسروا لرواد الأعمال ما هو هذا الاقتصاد وكيف يمكن أن يستفيدوا من الدخول في الأسواق التجارية المحلية سواء بالمنتجات أو الخدمات المرتبطة بهذا الاقتصاد. الاقتصاد البرتقالي من أسرع الاقتصاديات التي تنمو اليوم في العالم.
كانت أيضا هناك حلقة نقاش عن تقدم المرأة. نحن اليوم نتكلم عن تقدم المرأة وليس تمكين المرأة لأن ذلك كان في مرحلة سابقة، لكننا اليوم نتكلم عن تقدم المرأة. كانت أيضا هناك حلقة أو جلسة عن دور الجامعات والتعليم بشكل عام لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، وكانت هناك نماذج مختلفة من دول غربية أو من بلدان نامية من المنطقة العربية من آسيا وأفريقيا وإلى آخره.
أخبار الأمم المتحدة: الدكتور هاشم حسين مسألة توفير التمويل للمؤسسات الصغيرة كانت أيضا من أهم المواضيع التي تم تناولها خلال فعاليات هذا العام. حدثنا عن هذا الجانب؟
دكتور هاشم حسين: كانت هناك حلقة نقاشية عن الولوج إلى التمويل وبالذات تمويل المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وكيفية الربط بين الخدمات المالية والخدمات غير المالية. أيضا كانت هناك جلسة عن دور كيفية تحسين البيئة الملائمة.
تكلمنا عن تجربة البحرين والبيئة الملائمة لإنشاء وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر آلية المركز الدولي لريادة الأعمال ومكتب اليونيدو للاستثمار بمملكة البحرين الذي عمل في تكوين أو تحسين هذه البيئة الملائمة في السنوات الخمس والعشرين الماضية كمثال يحتذى به في كثير من دول العالم.
وكانت أيضا هناك أيضا جلسة للتعرف على بعض الدول التي كانت لديها أيضا تجارب في تحسين البيئة الملائمة لإنشاء وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كانت هناك جلسة عن الأمن الغذائي وعن التكنولوجيا الحديثة لتحسين الزراعة والمنتجات الزراعية، لأن هذه أيضا واحدة من التحديات التي تواجه العالم.
أخبار الأمم المتحدة: شهدنا أيضا خلال فعاليات منتدى 2024 انعقاد ما أسميتموه بالحدث العربي ما المقصود بذلك؟
دكتور هاشم حسين: من أهم الجلسات، كانت الحدث العربي في المنتدى الدولي لريادة الأعمال 2024. وكان هناك عدد من وزراء التنمية الاجتماعية في الوطن العربي تحدثوا عن كيفية تمكين فئتين هي أصحاب الهمم الذين هم أصحاب العزيمة وكيفية مساعدتهم وتمكينهم ليتمكنوا من العيش باستقلالية مالية.
أيضا في الحدث العربي في المنتدى كانت هناك حلقة نقاشية وتجربة كثير من الدول العربية في تمكين الأسر المنتجة، وكان هناك معرض مصاحب للحدث العربي من عدد من كل الدول العربية. كان هناك عرض لمنتجات الأسر المنتجة وعرض لأصحاب الهمم، لكن كلها برامج ومنتجات فيها كثير من الابتكار.
أيضا كان هناك معرض اليونيدو وكان بالشراكة مع الاتحاد العربي للعلوم والتقنية وجمعية سيدات الأعمال البحرينية، وكان المعرض بمسمى رواد الأعمال المبدعين الذين يستخدمون تكنولوجيا الإبداع سواء كان من الذكاء الصناعي أو الطباعة الثلاثية أو الرقمنة وإلى آخره.
كان هناك كثير من الحلقات النقاشية، كان هناك كثير من تبادل الاستثمارات، كان هناك كرنفال للإبداع البحريني أو الثقافة والتراث البحريني والأطعمة البحرينية، كان هذا امتزاجا بين حضارات وثقافات مختلفة جاء منها رواد الأعمال من جميع بقاع العالم.
أخبار الأمم المتحدة: الدكتور هاشم حسين شهد منتدى هذا العام مشاركة واسعة للشباب الذين مثلوا العديد من القطاعات وعرضوا العديد من الابتكارات. ما رسالتك للشباب الذين يريدون الدخول في مجال ريادة الأعمال؟
دكتور هاشم حسين: أقول للشباب إنهم يمكنهم أن يطوروا أنفسهم عبر ريادة الأعمال والابتكار وأن يطوروا عوائلهم وأن يطوروا مجتمعاتهم وبلدانهم، وهناك فرص كثيرة جدا متاحة في عدة قطاعات لرواد الأعمال.
هناك نضج في البيئة الريادية لريادة الأعمال، هناك تفهم كبير من كل دول العالم عن دور ريادة الأعمال ورواد الأعمال، لذلك أشجع دائما أصحاب الأفكار وأصحاب الابتكار والموهبة أن يعززوا ويصقلوا موهبتهم وأفكارهم بالدخول في عدة برامج مثل ما لدينا من برنامج للتدريب وبرنامج تمكين الشباب الذي يطبق عبر أكثر من اثنين وخمسين دولة عبر العالم، وهذه هي نتيجة أو قوة النموذج البحريني في تمكين الشباب والمرأة عبر أكثر من ثلاثة وخمسين دولة عبر العالم.