منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعو إلى تعزيز مشاركة جميع الفئات في صنع القرار

مظاهرة شبابية مطالبة بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة في النيبال.
UN Women/Uma Bista
مظاهرة شبابية مطالبة بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة في النيبال.

الأمم المتحدة تدعو إلى تعزيز مشاركة جميع الفئات في صنع القرار

حقوق الإنسان

فرصة معالجة تغير المناخ تتلاشى، انعدام المساواة والتهميش وصلا إلى مستويات غير مسبوقة، جائحة كوفيد-19 تسببت في معاناة إنسانية هائلة وعواقب اقتصادية رهيبة، ثلاثة تحديات سلط أمين عام الأمم المتحدة الضوء عليها في فعالية عقدت على هامش المناقشة العامة للجمعية العامة. 

الفعالية رفيعة المستوى ركزت على المشاركة في صنع القرارات ومختلف مجالات الحياة باعتبار ذلك حقا من حقوق الإنسان وأداة مهمة للتعددية، وعلى التحديات الدولية الماثلة أمام الحوكمة بما في ذلك جائحة كوفيد-19 وتغير المناخ والحاجة إلى التنمية.

الأمين العام أنطونيو غوتيريش حذر من التهديدات الماثلة أمام التقدم المحرز على مدى عقود في مجالات الصحة العامة والتنمية ومكافحة الفقر، وتعزيز المساواة وحقوق الإنسان. وأشار إلى الاحتجاجات الشعبية في أنحاء العالم للإعراب عن الاستياء وعدم الرضا.

هل تفوقت القيادة النسائية في مواجهة كوفيد؟

ويرى غوتيريش أن أزمات اليوم تسلط الضوء على المظالم الاجتماعية والاقتصادية السائدة، وأن التغلب عليها يتطلب وضع نهج قائمة على الوحدة والتضامن والتراحم وتطوير هياكل ونماذج حكم تعمل للصالح العام من منطلق يحترم منظور الأجيال المختلفة. وأضاف الأمين العام:

"إننا بحاجة إلى قيادة ممثلة للرجال والنساء في مجتمعاتنا. تشير الدراسات الحديثة أن القادة النساء استجبن بشكل أسرع للجائحة، واعتمدن مواقف قائمة على معلومات مستنيرة، واتسمت قيادتهن بالتعاطف، وقمن ببناء تحالفات جامعة أسفرت عن نتائج أفضل".

وقال غوتيريش إن أساس إعادة تصور وتنشيط الحوكمة يكمن في المشاركة الحقيقية ذات المغزى للناس والمجتمع المدني في القرارات التي تؤثر على حياتهم.

المشاركة تعزز جميع الحقوق

المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت ركزت في كلمتها في الفعالية، التي عقدت عبر دائرة مغلقة على الإنترنت ونُقلت على الهواء على موقع البث الشبكي للأمم المتحدة، على خمس رسائل:

  •  أولا: المشاركة مبدأ أساسي للحوكمة.

انطلاقا من تجربتها عندما كانت رئيسة لتشيلي، قالت باشيليت إنها تدرك صعوبة تقبل الأصوات المختلفة والناقدة في بعض الأحيان. ولكنها أضافت أن المشاركة تضمن السياسات والنتائج الأفضل، وتسمح بالتعبيرعن المظالم وتفهمها.

  • ثانيا: المشاركة أمر رئيسي لتحقيق الأهداف الجوهرية للأمم المتحدة.

وفي هذا الإطار قالت المسؤولة الأممية إن المشاركة مهمة لتحقيق التنمية المستدامة ومنع الصراعات وانتهاكات حقوق الإنسان وتهدئة التوترات وتعزيز الصمود، وضمان عدم التخلي عن أحد والذي يعد مبدأ جوهريا لأجندة 2030 للتنمية المستدامة. وشددت ميشيل باشيليت على حق الأقليات، والفئات الأفقر وغيرهم، في المشاركة في تشكيل القرارات التي تؤثر على حياتهم. وقالت إن ذلك يعود بالنفع على المجتمع بأسره، مؤكدة أن المشاركة أساسية لكفالة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومكافحة انعدام المساواة التي تعد من الأسباب الجذرية لأزمات الحوكمة.

  • ثالثا: المشاركة تدعم الحقوق الأخرى وتعتمد عليها.

ترى ميشيل باشيليت أن المشاركة لا تعد فقط حقا أساسيا من حقوق الإنسان، ولكنها أيضا تدعم الحقوق الأخرى وتستفيد من كفالة تلك الحقوق في تعزيز الحوكمة الفعالة والتنمية والسلام. وترتكز المشاركة على حريات التعبير وتكوين الأحزاب والتجمع السلمي، وتعد جوهر الحق في عدم التمييز.

  • رابعا: عواقب الحرمان من المشاركة قد تكون وخيمة.

أشارت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن الشعوب الأصلية والأقليات العرقية والدينية المهمشة، عادة ما تُحرم من المشاركة في صنع القرارات الاقتصادية، وما يتعلق بتوفير الخدمات الحيوية وأنظمة الشرطة والعدالة. وقالت باشيليت إن ذلك يحصرهم في دوائر تمتد عبر الأجيال من فقر الخدمات وعدم كفاية الوظائف الجيدة والأنظمة القضائية المناسبة مع وجود قوات أمنية قمعية تجاههم، بما يولد مزيدا من المظالم ويضر بالمجتمع بأسره.
وأضافت المفوضة السامية أن تجاهل مشاركة الشباب وعدم ترجمتها إلى قرارات سياسية تعالج بطالتهم على سبيل المثال، تعمق الانقسامات على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وعندما تُبعد النساء والفتيات عن المشاركة ذات المغزى في السياسات الوطنية ومجالس إدارات الشركات والقيادة المجتمعية أو أي شكل آخر لصنع القرار، تعاني الاقتصادات والتنمية والسلام كما قالت باشيليت.

  • خامسا: تعزيز المشاركة أمر ملح على الصعيد الدولي.

قالت ميشيل باشيليت إن العالم يمر بمفترق طرق على صعيد الحوكمة. وذكرت أن الجائحة كشفت عن انعدام المساواة الناجم عن ضعف إدارة كل من التنمية وتغير المناخ والسلم والأمن. وأضافت أن استمرار زيادة حركات التظاهر في أنحاء العالم يعكس هذه الأزمات الاقتصادية والسياسية وعدم المساواة في فرص المشاركة. وأضافت أن ما من حكومة تستطيع تجاهل هذه المطالب القوية للتغيير.
وتحدثت باشيليت عن جهود مكتبها في إصدار توجيهات لتعزيز المشاركة في الشؤون العامة وخاصة في سياق الجائحة. وناشدت رؤساء الحكومات تعزيز المشاركة الفعالة وذات المغزى لجميع فئات الشعب.